صفحة جزء
218 - " أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا " ؛ (طب)؛ عن أسامة بن شريك؛ (ض).


(أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا) ؛ بضمتين؛ معنى حسن الخلق: بذل المعروف؛ وكف الأذى؛ وطلاقة الوجه؛ والتواضع؛ وقد تضمن هذا الخبر عظيم الحث عليه؛ حيث علق به حكم الأحبية إليه؛ فحق لكل مسلم أن يرغب في ذلك كمال الرغبة؛ وفيه رمز إلى أنه ممكن الاكتساب؛ وإلا لاختص بما كان مطبوعا عليه؛ فيفوت معنى الترغيب فيه؛ ويصير حسرة على من لم يمكنه؛ نعم؛ أصله جبلي؛ كما سيجيء تحقيقه؛ وعبر بصيغة " أفعل" ؛ وهو ما اشتق من فعل الموصوف؛ بزيادة على غيره؛ دفعا لتوهم حرمان من طبع على ذلك؛ بل أشعر بأنهم كلهم محبوبون؛ لكن من تكلفه بقهر النفس ومجاهدتها؛ حتى صار أحسن خلقا؛ أحب إليه من أولئك.

(طب؛ عن أسامة) ؛ بضم الهمزة؛ (ابن شريك) ؛ الذبياني؛ صحابي روى عنه زياد بن علاقة؛ وغيره؛ قال أسامة: كنا جلوسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ كأنما على رؤوسنا الطير؛ ما يتكلم منا متكلم؛ إذ جاءه أناس؛ فقالوا: من أحب عباد الله إلى الله؟ فذكره؛ قال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح؛ انتهى؛ وبه يعرف أن رمز المؤلف لحسنه تقصير؛ وإنما كان الأولى أن يرمز لصحته.

التالي السابق


الخدمات العلمية