صفحة جزء
4429 - (رحم الله أهل المقبرة، تلك مقبرة تكون بعسقلان) (ص) عن عطاء الخرساني بلاغا.


(رحم الله أهل المقبرة) بتثليث الباء: اسم للموضع الذي تقبر فيه الأموات،؛ أي: تدفن، قال ذلك ثلاثا، فسئل عن ذلك فقال: (تلك مقبرة تكون بعسقلان) بفتح فسكون: بلد معروف، واشتقاقه من العساقيل، وهو السراب أو من العسقيل، وهو الحجارة الضخمة، كذا في معجم البلدان، قال الحافظ ابن حجر : وكان عطاء راوي هذا الخبر يرابط بها كل عام أربعين يوما حتى مات، يعني أنه يستشهد جماعة، فيدفنون في مقبرة فيها، وهذا علمه من طريق الكشف

(ص) عن إسماعيل بن عياش (عن عطاء الخراساني) نسبة إلى خراسان: بلد مشهور، قال الجرجاني: معنى "خور كل وسان" معناه سهل،؛ أي: كل بلا تعب، وقال غيره: معناه بالفارسية مطلع الشمس، والعرب إذا ذكرت المشرق كله قالوا فارس، فخراسان فارس، كذا في المعجم (بلاغا) ؛ أي: إنه قال: بلغنا عن رسول الله - - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - - ذلك، وعطاء هو ابن أبي مسلم مولى المهلب بن أبي صعرة، قال ابن حجر : صدوق يهم كثيرا، ويرسل ويدلس، أرسل عن معاذ وأضرابه، وروى عن عكرمة والطبقة، وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات فتعقبه ابن حجر في القول المسدد، بأنه حديث في فضائل الأعمال والتحريض على الرباط، فليس فيه ما يحيله الشرع ولا العقل، فالحكم عليه بالبطلان لا يتجه، وطريقة الإمام أحمد معروفة في التسامح في أحاديث الفضائل دون الأحكام، وقد ورد معناه في خبر مسند متصل عند أبي يعلى والبزار بلفظ: "إن النبي - - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - - استغفر وصلى على أهل مقبرة بعسقلان" وفي خبر الطبراني : إذا دارت الرحى في أمتي كان أهلها - ؛ أي: عسقلان - في خير وعافية.

التالي السابق


الخدمات العلمية