صفحة جزء
227 - " أحبوا الفقراء وجالسوهم؛ وأحب العرب من قلبك؛ وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك " ؛ (ك)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح).


(أحبوا الفقراء) ؛ أي: ذوي المسكنة؛ والحاجة؛ من المسلمين؛ (وجالسوهم) ؛ فإن مجالستهم رحمة ورفعة في الدارين؛ ولما خاطب الحاضرين بما ذكر؛ خص بعضهم لما علمه من حاله من البغض؛ فعلم أن ذلك كله واجب على كل مسلم مكلف حر؛ (وأحب العرب) ؛ حبا صادقا؛ بأن يكون (من قلبك) ؛ لا بمجرد اللسان؛ (وليردك) ؛ أي: ليمنعك؛ (عن) ؛ احتقار (الناس) ؛ وازدرائهم؛ وتتبع عيوبهم وعوراتهم؛ (ما تعلم من نفسك) ؛ من معايبها؛ ونقائصها؛ فاشتغل بتطهير نفسك عن أقبح أنواع الحماقة؛ ولا عيب أعظم من الحمق؛ ولو أراد الله بك خيرا لبصرك بعيوب نفسك؛ وجهلك؛ ثم إن كنت صادقا في ظنك فاشكر الله (تعالى) عليه؛ ولا تفسده بثلب الناس؛ والتمضمض بأعراضهم؛ فإنه من أعظم العيوب؛ ذكره الغزالي؛ وقيل للحسن : إن الحجاج ذكرك بسوء؛ فقال: علم بما في نفسي فنطق عن ضميري؛ وكل امرئ بما كسب رهين.

(ك)؛ في الرقائق؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وقال: صحيح؛ وأقره الذهبي ؛ وتبعهما المصنف؛ فرمز لصحته.

التالي السابق


الخدمات العلمية