صفحة جزء
4600 - (سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي، فقال: يا محمد قد غفرت لهم، قلت: فأبناء الخمسين؟ قال: إني قد غفرت لهم، قلت: فأبناء الستين؟ قال: قد غفرت لهم، قلت: فأبناء السبعين؟ قال: يا محمد إني لأستحيي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني لا يشرك بي شيئا أن أعذبه بالنار، فأما أبناء الأحقاب أبناء الثمانين والتسعين فإني واقف يوم القيامة فقائل لهم: أدخلوا من أحببتم الجنة) (أبو الشيخ) عن عائشة - (ض) .


(سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي) أمة الإجابة؛ أي: سألته في شأنهم بأن يغفر لهم (فقال يا محمد قد غفرت لهم) ذنوبهم (قلت فأبناء الخمسين قال إني غفرت لهم، قلت فأبناء الستين قال قد غفرت لهم، قلت فأبناء السبعين قال يا محمد، إني لأستحيي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني لا يشرك بي شيئا أن أعذبه بالنار) ؛ أي: نار الخلود (فأما أبناء الأحقاب) جمع حقب، وهو ثمانون سنة، وقيل تسعون، ولذلك بينه بقوله (أبناء الثمانين والتسعين فإني واقفهم) كذا في نسخ كثيرة، وفي نسخ "واقف" والأولى أولى (يوم القيامة) بين يدي (فقائل لهم أدخلوا) معكم (من أحببتم الجنة) قال القاضي : فالمغفرة هنا التجاوز عن صغائرهم وأن لا يمسخ صدورهم بالذنوب، لا أن يصير أمته كلهم مغفورين غير معذبين توفيقا [ ص: 76 ] بينه وبين ما دل من الكتاب والسنة على أن الفاسق من أهل القبلة يعذب بالنار لكنه لا يخلد، وقال الطيبي : المراد أنهم لا يجب عليهم الخلود وينالهم الشفاعة فلا يكونون كالأمم السابقة، كثير منهم لعنوا بعصيانهم الأنبياء فلم تنلهم الشفاعة، وعصاة هذه الأمة من عذب منهم نقي وهذب، ومن مات على الشهادتين يخرج من النار وإن عذب، وينالهم الشفاعة وإن اجترح الكبائر إلى غير ذلك من خصائصنا

(أبو الشيخ) ابن حبان (عن عائشة ) ورواه عنه الديلمي أيضا

التالي السابق


الخدمات العلمية