صفحة جزء
4647 - (سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب فقال: إني أخاف الله، ورجلان تحابا في الله، ورجل غض عينيه عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله) ( البيهقي في الأسماء) عن أبي هريرة - (ح) .


(سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله) ؛ أي: لا ظل إلا ظل عرشه، وذلك لا يكون إلا في القيامة، حتى تدنو الشمس من رؤوس الخلائق ويأخذهم العرق، ولا ظل ثم إلا للعرش، وبهذه الرواية رد على من زعم أن المراد بالظل في الرواية الأولى ظل طوبى أو الجنة؛ لأن ذلك إنما يكون بعد الاستقرار فيها، وهذا عام (رجل قلبه معلق بالمساجد ورجل دعته) طلبته (امرأة ذات منصب) بكسر الصاد؛ أي: صاحبة نسب شريف إلى نفسها (فقال إني أخاف الله، ورجلان تحابا) ؛ أي: اشتركا في جنس المحبة وأحب كل منهما الآخر (في الله، ورجل غض عينيه عن محارم الله) ؛ أي: كفهما عن النظر إلى ما لا يحل له النظر إليه (وعين حرست في سبيل الله) ؛ أي: في الرباط، أو حال قتال أهل الضلال (وعين بكت من خشية الله) ؛ أي: من خوفه لما انكشف لها من أوصاف الجلال والهيبة والعظمة، والبكاء يكون بحسب حال الذاكر وما ينكشف له، ففي حال أوصاف الجلال يكون من الخشية، وفي حال أوصاف الجمال يكون من الشوق إليه، واعلم أن ما تقرر في هذه الأخبار هو ما قرره أهل الآثار، وذهب الصوفية إلى أن الإمام العادل القلب، وتعلق القلب بالمساجد تعلقه بالعرش، فإن العرش مسجد قلوب الموقنين، وذكر الخلو عبارة عن كونه خاليا من النفس والهوى وإخفاء الصدقة إخفاؤها عن نفسه وهواه .

[تنبيه] ذكر الرجال في هذه الأخبار لا مفهوم له فالنساء مثلهم فيما يمكن فيه ذلك، فالمرأة التي دعاها ملك جميل ليزني بها مثلا فامتنعت خوفا من الله مع حاجتها، وشاب جميل دعاه ملك إلى تزوج ابنته فامتنع خوفا أن يرتكب منه الفاحشة كذلك، وأحكام الشرع عامة لجميع المكلفين، وحاكمة على الواحد حكمه على الجماعة إلا ما خرج بدليل

( البيهقي في) كتاب (الأسماء) والصفات (عن أبي هريرة ) رمز المصنف لحسنه

التالي السابق


الخدمات العلمية