صفحة جزء
235 - " احثوا في أفواه المداحين التراب " ؛ (هـ)؛ عن المقداد بن عمرو ؛ (حب)؛ عن ابن عمر ؛ ابن عساكر ؛ عن عبادة بن الصامت ؛ (صح).


(احثوا في أفواه المداحين التراب) ؛ قال الطيبي: يحتمل أن يكون المراد دفعه عنه؛ وقطع لسانه عن عرضه بما يرضيه من الرضخ؛ والدافع قد يدفع خصمه بحثي التراب على وجهه؛ استهانة به؛ قال الشافعية: ويحرم مجاوزة الحد في الإطراء في المدح؛ إذا لم يكن حمله على المبالغة؛ وترد به الشهادة؛ إن أكثر منه؛ وإن قصد إظهار الصنيعة؛ قال ابن عبد السلام؛ في قواعده: ولا تكاد تجد مداحا إلا رذلا؛ ولا هجاء إلا نذلا؛ انتهى؛ بل ربما تجاوز الحد؛ حتى وقع في الكفر؛ كقول ابن هانئ الأندلسي - شاعر المعز العبدي - مخاطبا له:


ما شئت لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم فأنت الواحد القهار



(عن المقداد ) ؛ بكسر الميم؛ وسكون القاف؛ ومهملتين؛ ( ابن عمرو ) ؛ ابن ثعلبة الكندي ؛ بكسر الكاف؛ ثم الزهري ؛ بضم الزاي؛ حالف أبوه كندة؛ وتبناه الأسود بن عبد يغوث؛ فنسب إليه؛ صحابي مشهور؛ من السابقين الأولين؛ وهو الكندي ؛ لأن الأسود تزوج بأمه؛ أو تبناه؛ وقيل غير ذلك؛ قال الذهبي : وكان سادسا في الإسلام؛ مات سنة ثلاث وثلاثين؛ (حب؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ ( ابن عساكر ) ؛ في تاريخه؛ (عن عبادة بن الصامت ) ؛ لم يرمز له بشيء؛ وقضية صنيع المؤلف أن هذا لم يخرج في الصحيحين؛ ولا أحدهما؛ وإلا لما ضرب عنه صفحا وعزاه لغيره؛ لما هو متعارف بين القوم؛ أنه ليس لمحدث أن يعزو حديثا في أحدهما ما يفيده لغيرهما؛ وهو ذهول عجيب؛ فقد عزاه الحافظ العراقي إلى الديلمي ؛ ثم إلى مسلم ؛ وأبي داود؛ وأحمد ؛ من حديث المقداد ؛ وأعجب من ذلك أنه هو نفسه عزاه في الدرر إلى مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية