صفحة جزء
4703 - (سلوا الله لي الوسيلة أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو) (ت) عن أبي هريرة - (صح) .


[ ص: 109 ] (سلوا الله لي الوسيلة) المنزلة العلية، والمراد بها هنا (أعلى درجة في الجنة) قال القاضي : وأصل الوسيلة ما يتقرب به إلى غيره، قال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ؛ أي: اتقوه بترك المعاصي وابتغوا إليه بفعل الطاعات؛ من وسل إلى كذا: تقرب إليه. قال لبيد:


أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم. . . ألا[بلى] كل ذي لب إلى الله واسل



وإنما سميت وسيلة؛ لأنها منزلة يكون الواصل إليها قريبا من الله فتكون كالوصلة التي يتوسل بالوصول إليها والحصول فيها إلى الزلفى منه تعالى والانخراط في غمار الملأ الأعلى، أو لأنها منزلة سنية ومرتبة علية يتوسل الناس بمن اختص بها ونزل منها إلى الله تعالى شفيعا مشفعا يخلصهم من أليم عذابه (لا ينالها إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو) قال ابن القيم : هكذا الرواية (أن أكون أنا هو) ووجهه أن الجملة خبر عن اسم كان المستتر فيها، ولا يكون فصلا ولا توكيدا، بل مبتدأ، وقال عبد الجليل القصيري في شعب الإيمان: الوسيلة التي اختص بها هي التوسل، وذلك أنه يكون في الجنة بمنزلة الوزير من الملك - بغير تمثيل - لا يصل إلى أحد شيء إلا بواسطة

(ن) في المناقب من حديث كعب (عن أبي هريرة ) وقال: غريب، إسناده ليس بقوي، وكعب غير معروف اهـ، فرمز المصنف لصحته مدفوع

التالي السابق


الخدمات العلمية