صفحة جزء
242 - " أحد أبوي بلقيس كان جنيا " ؛ أبو الشيخ ؛ في العظمة؛ وابن مردويه ؛ في التفسير؛ وابن عساكر ؛ عن أبي هريرة .


(أحد أبوي بلقيس) ؛ بكسر أوله؛ ملكة سبأ؛ التي قص الله - سبحانه وتعالى - قصتها مع سليمان - عليه الصلاة والسلام - في سورة " النمل" ؛ (كان جنيا) ؛ قال قتادة : ولهذا كان مؤخر قدميها كحافر الدابة؛ وجاء في آثار أن الجني الأم؛ وذلك أن أباها - ملك اليمن - خرج ليصيد؛ فعطش؛ فرفع له خباء فيه شيخ؛ فاستسقاه؛ فقال: يا حسنة اسقي عمك؛ فخرجت كأنها شمس؛ بيدها كأس من ياقوت؛ فخطبها من أبيها؛ فذكر أنه جني؛ وزوجها منه؛ بشرط أنه إن سألها عن شيء عملته فهو طلاقها؛ فأتت منه بولد ذكر؛ ولم يذكر قبل ذلك؛ فذبحته؛ فكرب لذلك؛ وخاف أن يسألها فتبين منه؛ ثم أتت ببلقيس؛ فأظهرت البشر؛ فاغتم؛ فلم يملك أن سألها؛ فقالت: هذا جزائي منك؟ باشرت قتل ولدي من أجلك؛ وذلك أن أبي يسترق السمع؛ فسمع الملائكة تقول: إن الولد إذا بلغ الحلم ذبحك؛ ثم استرق السمع في هذه؛ فسمعهم يعظمون شأنها؛ ويصفون ملكها؛ وهذا فراق بيني وبينك؛ فلم يرها بعد؛ هذا محصول ما رواه ابن عساكر عن يحيى الغساني؛ قال الماوردي : وهذا مستنكر للعقول؛ لتباين الجنسين؛ واختلاف الطبعين؛ إذ الآدمي جسماني؛ والجني روحاني؛ وهذا من صلصال كالفخار؛ وذاك من مارج من نار؛ والامتزاج مع هذا التباين مدفوع؛ والتناسل مع هذا الاختلاف ممنوع؛ ورده القرطبي بوجوه إقناعية من تاريخ دمشق؛ وفي حل نكاح الإنس للجن خلاف؛ ففي الفتاوى السراجية للحنفية: لا تجوز المناكحة بين الإنس؛ والجن؛ وإنسان الماء؛ لاختلاف الجنس؛ وفي فتاوى البارزي؛ من الشافعية: لا يجوز التناكح بينهما؛ ورجح ابن العماد جوازه.

( أبو الشيخ ) ؛ ابن حبان ؛ (في) ؛ كتاب (العظمة؛ وابن مردويه ؛ في التفسير؛ وابن عساكر ) ؛ في ترجمتهما؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وفيه سعيد بن بشر؛ قال في الميزان؛ عن ابن معين: ضعيف؛ وعن ابن مسهر: لم يكن ببلدنا أحفظ منه؛ وهو ضعيف منكر الحديث؛ ثم ساق من مناكيره هذا الخبر؛ وبشير بن نهيك؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال أبو حاتم : لا يحتج به؛ ووثقه النسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية