التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6005 6366 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت: دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم. فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا ودخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: 8 \ 98 يا رسول الله، إن عجوزين. وذكرت له، فقال: "صدقتا، إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها". فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر. [انظر: 1049 - مسلم: 586 - فتح: 11 \ 174]


ذكر فيه أحاديث:

أحدها:

حديث موسى بن عقبة قال: سمعت أم خالد بنت خالد -ولم أسمع أحدا سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - غيرها- قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من عذاب القبر.

ثانيها:

حديث مصعب قال: كان سعد يأمر بخمس، ويذكرهن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يأمر بهن: "اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن،

[ ص: 301 ] وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا -يعني: فتنة الدجال- وأعوذ بك من عذاب القبر".


الثالث:

قال البخاري: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل علي عجوزان من عجز يهود المدينة فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم. فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا ودخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت له: يا رسول الله، إن عجوزين. وذكرت له، فقال: "صدقتا، إنهم يعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم كلها". فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.

الشرح:

أم خالد بنت خالد، هو ابن سعيد بن العاصي بن أمية، تأخرت وفاتها، من أفراد البخاري، وفي الصحابة أيضا أم خالد بنت يعيش بن قيس النجارية، زوجة حارثة بن النعمان، وقال ابن سعد: بايعته وليس في الصحابة أم خالد بنت خالد غيرها.

وقال الجياني في حديث عائشة: كذا إسناد هذا الحديث، وفي نسخة أبي ذر عن أبي إسحاق المستملي (جرير، عن منصور، عن أبي وائل ومسروق عن عائشة)، عطف مسروقا على أبي وائل وهو وهم، وإنما يرويه أبو وائل عن مسروق، ولا أحفظ لأبي وائل رواية عن عائشة.

[ ص: 302 ] قلت: صرح عبد الغني وغيره بسماع أبي وائل من عائشة.

فائدة:

أرذل العمر: الهرم الذي ينقص القوة والعقل، والعجوز: المرأة الكبيرة، قال ابن السكيت: ولا تقل عجوزة، والجمع عجائز، وعجز.

وقولها: (ولم أنعم) هو بضم الهمزة; لأنه رباعي، يقال: أنعم له، أي: قال له: نعم.

وقولها: (فما رأيته بعد).. إلى آخره، يدل على شدة الاعتناء بذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية