التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6020 [ ص: 325 ] 49 - باب: (الدعاء عند الوضوء)

6383 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر". ورأيت بياض إبطيه، فقال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس".

[انظر: 2884 - مسلم: 2498 - فتح: 11 \ 187]


ذكر فيه حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر". ورأيت بياض إبطيه، فقال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من الناس".

الشرح:

فيه: استعمال الوضوء عند الدعاء وعند ذكر الله -عز وجل-.

وذلك أن كمال أحوال الداعي والذاكر وما يرجى له به الإجابة; لتعظيمه الله وتنزيهه له حين لم يذكره إلا على طهارة.

ولهذا المعنى تيمم - عليه السلام - بالجدار عند بئر جمل حين سلم عليه الرجل، وكذلك رد السلام عليه على تيمم، ولم يكن له سبيل إلى الوضوء بالماء.

وعلى هذا مضى - عليه السلام -، ومضى سلف الأمة.

وكانوا لا يفارقون حال الطهارة ما قدروا; لكثرة ذكرهم الله -عز وجل- وكثرة تنفلهم.

[ ص: 326 ] وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه - عليه السلام - كان يبول ويتيمم، فأقول: إن الماء قريب. فيقول: "لعلي لا أبلغه".

وفيه: حجة لمن استحب رفع اليدين في الدعاء، وقد سلف ذلك قبل هذا.

التالي السابق


الخدمات العلمية