التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6038 [ ص: 353 ] 62 - باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا"

6401 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة - رضي الله عنها - أن اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك. قال: "وعليكم". فقالت عائشة: السام عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف" أو "الفحش". قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: "أو لم تسمعي ما قلت؟! رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في".


ذكر فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - أن اليهود أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك... الحديث. وفي آخره: "فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في". ومعنى الحديث -والله أعلم- أنه إنما يستجاب له في اليهود; لضلالتهم عن الهدى، وعنادهم بعد ما تبين لهم الحق بالآيات الباهرة; ولذلك يستجاب له فيهم، ولهذا المعنى لم يستجب لهم فيه; لأنهم ظالمون في دعائهم عليه.

قال تعالى وما دعاء الكافرين إلا في ضلال [الرعد: 14].

وهذا أصل في دعاء الظالم أنه لا يستجاب فيمن دعا عليه، وإنما يرتفع إلى الله من الدعاء ما وافق الحق وسبيل الصدق.

فائدة: العنف -في الحديث- ضد الرفق.

والفحش -بضم الفاء وسكون الحاء-: الإفحاش في المنطق.

التالي السابق


الخدمات العلمية