التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6052 [ ص: 401 ] 2 - باب: مثل الدنيا في الآخرة

وقوله تعالى: أنما الحياة الدنيا لعب ولهو إلى قوله: إلا متاع الغرور [الحديد: 20]

6415 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها". [انظر: 2794 - مسلم: 1881 - فتح: 13 \ 232].


ذكر فيه حديث سهل هو ابن سعد: "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها".

القطعة الثانية سلفت في الجهاد (وفي) باب الغدوة والروحة.

وقوله في الآية: كمثل غيث أعجب الكفار نباته أي: الزرع; لأنهم يكفرون البذر، أي: يغطونه، وقيل: هم من كفر; لأن الدنيا تعجبهم أكثر.

وقوله: ثم يهيج أي: يجف ويبقى حطاما متحطما، وهذا مثل الدنيا وزوالها، وقوله: وفي الآخرة عذاب شديد أي: لأعداء الله.

وقوله: "خير من الدنيا وما فيها" سببه: أنه غير فان، ومدة الدنيا منقضية زائلة، فلو قسمت على أقل من موضع السوط لفنيت وبقي الموضع، وقد بين منزلة في الدنيا من الآخرة بأن جعل موضع السوط أو الغدوة أو الروحة خيرا من الدنيا وما فيها، وأراد ثواب ذلك لينبه أمته على هوان الدنيا عند الله وضعتها، ألا ترى أنه لم

[ ص: 402 ] يرضها دار جزاء لأوليائه، ولا نقمة لأعدائه، بلى هي كما وصفها: لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد .

وفي الترمذي من حديث مستورد بن شداد الفهري - رضي الله عنه - مرفوعا: "ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر (بماذا) يرجع"، ومن حديث سهل - رضي الله عنه - مرفوعا: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة".

التالي السابق


الخدمات العلمية