التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6165 [ ص: 45 ] 46 - باب: إن زلزلة الساعة شيء عظيم [الحج: 1]

أزفت الآزفة [النجم: 57] اقتربت الساعة [القمر: 1].

6530 - حدثني يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله يا آدم. فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك. قال يقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد". فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله أينا الرجل؟ قال: "أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألف ومنكم رجل -ثم قال- والذي نفسي في يده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة". قال فحمدنا الله وكبرنا، ثم قال: "والذي نفسي في يده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو الرقمة في ذراع الحمار". [انظر: 3348 - مسلم: 222 - فتح: 11 \ 388].


ثم ساق حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -قال: "يقول الله يا آدم " الحديث بطوله، وقد سلف. قال علقمة : زلزلة الساعة : قبل القيامة، وحديث الباب: "أخرج بعث النار. فذلك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها".

و سكارى أي: من العذاب والخوف وما هم بسكارى : من الشراب.

وقوله: ("فذلك حين يشيب الصغير") إلى آخره. قال الداودي : هذا كقوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [الزلزلة: 7] [ ص: 46 ] وما فوقها داخل في حكمها، وأوكد منها، وكذلك شيب الكبير، وتضع الحوامل فيصير السقط رجلا، فولدان المسلمين يشفعون لآبائهم ، والله أعلم بما يصنع ببني الكفار.

قلت: المختار أنهم في الجنة، واحتج بهذه الآية من يرى أن المفقود يسمى شيئا، وهو معهود خلافا للأشعرية ، وانفصلوا بأن التقدير إن زلزلة الساعة إذا حضرت أو وجدت شيء عظيم.

وقوله: ("شطر أهل الجنة") أي: نصفها.

وقوله: ("أو كرقمة في ذراع حمار") قال الجوهري : الرقمتان: هنتان في قوائم الشاة متقابلتان كالظفرين، ورقمتا الحمار والفرس اللتان بباطن أعضادهما. وقال الداودي : الرقمة في ذراع الحمار: الشيء المستدير الذي لا شعر فيه، وسميت بذلك; لأنها كالرقم.

التالي السابق


الخدمات العلمية