التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6363 [ ص: 523 ] 14 - باب: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إلى آخر السورة [النساء: 176]

6744 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء - رضي الله عنه - قال: آخر آية نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة [النساء:176]. [انظر: 4364 - مسلم: 1618 - فتح: 12 \ 26].


ذكر فيه حديث البراء - رضي الله عنه - قال: آخر آية نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة .

هذا أحد الأقوال كما سلف في التفسير.

وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن آخر آية نزلت لقد جاءكم رسول من أنفسكم [التوبة: 128] وعنه واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله [البقرة: 281] وقوله: أن تضلوا أي: لئلا تضلوا.

وقال البصريون : هذا خطأ لا يجوز إضماره، والمعنى عندهم: كراهية أن تضلوا مثل واسأل القرية [يوسف: 82] ومعنى آخر: يبين الله لكم الضلالة، أي: أن تفعلوا فعلكم، كما تقول: يعجبني أن تقوم أي: قيامك.

[ ص: 524 ] واختلف العلماء في معنى الكلالة على أقوال سلفت، (فقالت طائفة) : هي من لا ولد له ولا والد، وهذا قول الصديق وعمر وعلي وزيد وابن مسعود وابن عباس ، وعليه أكثر التابعين، وهو قول الفقهاء بالحجاز والعراق ، وقالت أخرى: هي من لا ولد له خاصة، وروي عن ابن عباس .

وقالت أخرى: ما خلا الوالد، رواه شعبة عن الحكم بن عتيبة ، وقالت أخرى: إنها الميت نفسه سمي بذلك إذا ورثه غير والده وولده، وقالت أخرى: هي الذين يرثون الميت إذا لم يكن فيهم والد ولا ولد.

وقالت أخرى: هي (ورثة) الحي والميت جميعا عن ابن زيد ، واختار العكبري أنها ورثة الميت دون الميت، واحتج بحديث جابر : (إنما يرثني كلالة) فكيف بالميراث، وبحديث سعد : يا رسول الله، ليس لي وارث إلا كلالة ، وقام الإجماع أن الإخوة المذكورين في هذه الآية في الكلالة هم الإخوة للأب والأم، أو للأب عند عدم الذين للأب والأم; لإعطائهم فيها الأخت النصف (وللأختين) فصاعدا الثلثين، وللإخوة الرجال والنساء للذكر مثل حظ الأنثيين; لأنه لا خلاف أن ميراث (الإخوة) للأم ليس هكذا، وأنهم شركاء في [ ص: 525 ] الثلث الذكر والأنثى فيه سواء، وإجماعهم في الكلالة التي في أول السورة: أن الإخوة فيها للأم خاصة; لأن فريضة كل واحد منهما السدس، ولا خلاف أن ميراث الإخوة للأب والأم ليس كذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية