التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6403 [ ص: 48 ] 9 - باب: ظهر المؤمن حمى ، إلا في حد أو حق

6785 - حدثني محمد بن عبد الله حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا عاصم بن محمد : عن واقد بن محمد : سمعت أبي ، قال عبد الله : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع :" ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟" . قالوا ألا شهرنا هذا . قال :" ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة ؟" . قالوا : ألا بلدنا هذا . قال :" ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ؟" . قالوا : ألا يومنا هذا . قال :" فإن الله تبارك وتعالى قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم ، إلا بحقها ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ألا هل بلغت ؟" . ثلاثا كل ذلك يجيبونه : ألا نعم . قال :" ويحكم

- أو ويلكم - لا ترجعن بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض " .
[ انظر : 1742 - مسلم : 66 - فتح 12 \ 85 ] .


ذكر فيه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعا :" ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟" الحديث السالف .

وهذا الحديث أخرجه من حديث عاصم بن علي عن عاصم بن محمد ، عن واقد بن محمد قال : سمعت أبي قال : أتى عبد الله فذكره . ( وعاصم ) وواقد وزيد وعمر وأبو بكر أولاد محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، روى عاصم عن أبيه ، وعن أخويه واقد وعمر ، اتفقا على واقد وعاصم ( وعمر ) ، وانفرد البخاري بعاصم بن علي بن عاصم الواسطي .

قال المهلب : قوله : ( ظهر المؤمن حمى ) يعني أنه لا يحل للمسلم أن يستبيح ظهر أخيه ولا بشرته لثائرة تكون بينه وبينه أو عداوة إذا لم يكن

[ ص: 49 ] على حكم ديانة الإسلام مما كانت الجاهلية تستبيحه من الأعراض والدماء ، وإنما يجوز استباحة ذلك في حقوق الله ، أو في حقوق الآدميين ، أو في أدب لمن قصر في الدين ، كما كان عمر - رضي الله عنه - يؤدب بالدرة وبغيرها كل مظنون به ومقصر .

فصل :

قوله : (" ألا أي ") وقول أصحابه : ( ألا شهرنا هذا ) ، العرب تزيد ( ألا ) في افتتاح الكلام للتنبيه ، كقوله تعالى : ألا إنهم هم المفسدون [ البقرة : 12 ] و ألا حين يستغشون ثيابهم [ هود : 5 ] ، و ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وقال الشاعر :


ألا يا زيد والضحاك سيرا فقد جاوزتما خمر الطريق



قال ابن التين : ( أي ) هنا مرفوعة ويجوز نصبها ، والاختيار الرفع .

فصل :

قوله : ( قال " ويحكم - أو ويلكم - لا ترجعوا بعدي كفارا ") هو شك من المحدث أي الكلمتين قال ؟ وهل معناهما واحد أو يفترق ؟ فويح كلمة رحمة ، وويل عذاب ، أو ويح كلمة تقال لمن وقع في هلكة يستحقها .

قال الخليل : ولم أسمع على ثباتها إلا ويس وويب وويل . وقد سلف ذلك واضحا .

التالي السابق


الخدمات العلمية