التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6426 6811 - حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان قال : حدثني منصور وسليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال :" أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . قلت : ثم أي ؟ قال :" أن تقتل

[ ص: 141 ] ولدك من أجل أن يطعم معك " . قلت : ثم أي ؟ قال :" أن تزاني حليلة جارك " .
[ انظر : 4477 - مسلم : 86 - فتح 12 \ 114 ] .


قال يحيى : وحدثنا سفيان ، حدثني واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله : قلت : يا رسول الله ، مثله ، قال عمرو : فذكرته لعبد الرحمن ، وكان حدثنا عن سفيان ، عن الأعمش ومنصور وواصل ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، قال : دعه دعه .

ثم ساق حديث قتادة ، أنا أنس قال : لأحدثنكم حديثا لا يحدثكموه أحد بعدي ، سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول :" لا تقوم الساعة - وإما قال : من أشراط الساعة - أن يرفع العلم " . الحديث سلف .

وحديث عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - :" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " . الحديث .

وقد سلف أيضا مختصرا ، وزاد هنا :" ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يقتل وهو مؤمن " .

قال عكرمة : قلت لابن عباس : كيف ينزع الإيمان ( منه )؟ قال : هكذا - وشبك بين أصابعه ثم أخرجها - فإن تاب عاد إليه هكذا . وشبك بين أصابعه .

وحديث أبي هريرة :" لا يزني الزاني حين يزني . ." الحديث .

وقد سلف أيضا وزاد هنا :" والتوبة معروضة بعد " .

وحديث يحيى ، ثنا سفيان ، حدثني منصور وسليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي عن عبد الله قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال :" أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . الحديث .

[ ص: 142 ] قال يحيى : ثنا سفيان ، حدثني واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قلت : يا رسول الله ، مثله . قال عمرو : فذكرته لعبد الرحمن بن مهدي ، وكان ثنا عن سفيان ، عن الأعمش ومنصور وواصل ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، قال : دعه دعه .

الشرح :

قوله في الأخير ( قال يحيى ) إلى آخره ، يريد : دع حديث أبي وائل عن عبد الله ؛ فإنه لم يروه عنه ، وإن كان قد روى عنه الحديث الكثير ، وقال الدارقطني في رواية ابن مهدي ، عن سفيان بن سعيد ، عن واصل ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة عمرو : وهم عبد الرحمن على الثوري ، ورواه الحسن بن عبيد الله النخعي ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، والصحيح حديث أبي ميسرة ، قال : وقال لنا أبو بكر النيسابوري : رواه يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن منصور وسليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، عن عبد الله ، قال سفيان : وحدثني واصل عن أبي وائل ، عن عبد الله ، ولم يذكر في حديث واصل عمرو بن شرحبيل ، ورواه ابن مهدي ومحمد بن كثير فجمعا بين واصل ومنصور والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو ، عن عبد الله ، فيشبه أن يكون الثوري جمع بين الثلاثة لعبد الرحمن ولابن كثير ، فجعل إسنادهم واحدا ، ولم يذكر بينهم خلافا ، وحمل حديث واصل على حديث الأعمش ومنصور وفصله ليحيى بن سعيد ، فجعل حديث واصل عن أبي وائل ، عن عبد الله ، وهو الصواب ؛ لأن شعبة ومهدي بن ميمون روياه عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، كما رواه يحيى عن الثوري عنه .

[ ص: 143 ] فصل :

قام الإجماع على أن الزنا من الكبائر ، وأخبر - عليه السلام - في حديث أنس - رضي الله عنه - أن ظهوره من أشراط الساعة ، أي علاماتها ، واحدها شرط بفتح الشين والراء .

وقوله :" يرفع العلم " أي : يقبض أهله ، أي : أكثرهم ، وفي حديث آخر " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " .

وقوله :" ويشرب الخمر " أي : ( يكثر ) شربه .

وقوله :" حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد " ، قال الداودي : قد كان ذلك في قوله :" يكثر النساء ويقل الرجال " .

وحديث عبد الله بن مسعود ( فيه ) ترتيب الذنوب في العظم ، وقد يجوز كما قال المهلب أن يكون بين الذنبين المرتبين ذنب غير مذكور ، وهو أعظم من المذكور ، قال : وذلك أنه لا خلاف بين الأمة أن عمل قوم لوط أعظم من الزنا ، وكان - عليه السلام - إنما قصد بالتعظيم من الذنوب إلى ما يخشى مواقعته وبه الحاجة إلى بيانه وقت السؤال ، كما فعل في الإيمان بوفد عبد القيس وغيرهم ، وإنما عظم الزنا بحليلة جاره ، وإن كان الزنا كله عظيما ؛ لأن الجار له من الحرمة والحق ما ليس لغيره ، فمن لم يراع حق الجوار فذنبه مضاعف لجمعه بين الزنا وبين

[ ص: 144 ] خيانة الجار الذي أوصى الله بحفظه ، وقد قال - عليه السلام -" والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " .

فصل :

وحليلة الرجل : امرأته ، والرجل حليل ؛ لأن كل واحد منهما يحل على صاحبه ، وقيل : حليلة بمعنى : محلة ، من الحلال .

آخر المحاربين بحمد الله ومنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية