التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6589 [ ص: 147 ] 5 - باب: المبشرات

6990 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، حدثني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة : قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " . قالوا : وما المبشرات ؟ قال : "الرؤيا الصالحة" . [فتح: 12 \ 375 ]


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "لم يبق من النبوة إلا المبشرات " .قالوا : وما المبشرات يا رسول الله قال : "الرؤيا الصالحة " .

الشرح :

أسلفنا في الباب قبله أن ابن عباس رواه أيضا ، وقد سلف تفسير لهم البشرى أيضا فيه من حديث عبادة وأبي الدرداء - رضي الله عنهما - ، وذكره ابن بطال من حديث أبي الدرداء ، وقال : روي مثله عن ابن عباس وعروة ومجاهد .

والمراد بقوله : " إلا المبشرات " يعني بعده ، وكذا روي مفسرا : "ليس يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات " ، يريد أن الوحي ينقطع بموته فلا يبقى ما يعلم أنه سيكون إلا الرؤيا الصالحة ، قيل : ومنه قوله تعالى : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا [الشورى : 51 ] . قال المهلب : (وحديث ) الباب خرج لفظه على العموم ، ومعناه على الخصوص ، وذلك أن المبشرات هي الرؤيا الصادقة من الله التي تسر رائيها ، وقد تكون صادقة منذرة من قبل الله لا تسر رائيها (يرويه ) الله للمؤمن رفقا به ورحمة له ؛ ليستعد لنزول البلاء قبل بلوغه ، [ ص: 148 ] فقوله : "لم يبق بعدي من المبشرات " خرج على الأغلب من حال الرؤية ، وقال محمد بن واسع : الرؤيا بشرى للمؤمن ولا تضره .

فإن قلت : قد يرى الرؤيا الحسنة أحيانا ولا يجد لها حقيقة في اليقظة .

فالجواب : أن الرؤيا مختلفة الأسباب ، فمنها من وسوسة وتحزين للمسلم ، ومنها من حديث النفس في اليقظة فيراه في نومه ، ومنها ما هو وحي من الله ، فما كان من حديث النفس ووسوسة الشيطان فإنه الذي يكذب ، وما كان من قبل الله فإنه لا يكذب ، وبنحو هذا ورد الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سلف حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في تقسيم الرؤيا أنها ثلاث : بشرى ، وحديث النفس ، وتحزين من الشيطان .

التالي السابق


الخدمات العلمية