التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6602 7004 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري بهذا ، وقال : "ما أدري ما يفعل به " . قالت : وأحزنني ، فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري ، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ذلك عمله " . [انظر : 1243 - فتح: 12 \ 392 ]


ذكر فيه حديث خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء - امرأة من الأنصار بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة . قالت : فطار لنا عثمان بن مظعون ، وأنزلناه في أبياتنا .

الحديث سلف في الجنائز ، وفي لفظ : وأحزنني ، فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري ، فأخبرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "ذلك عمله " .

وأم العلاء هذه هي ابنة الحارث بن ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن جلاس بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن [ ص: 177 ] حارثة ، أخوا الأوس بن حارثة ، وعمتها كبشة بنت ثابت ، وبنت أخيها أم نوح بنت ثابت بن الحارث بن ثابت بن جارية بن ثعلبة ، أسلمن كلهن وبايعن .

وترجم له باب العين الجارية في المنام كما سيأتي ، ولا شك في صحة رؤيا النساء كالرجال أسلفناه ، والمرأة المؤمنة داخلة في معنى قوله : "رؤيا المؤمن . . " . إلى آخره ، والعين في المنام تختلف وجوهها ، فإذا تعرت من دلائل الهم ، وكان ماؤها صافيا دلت على العمل الصالح ، كما فسره - عليه السلام - ، وتدل من العمل على ما لا ينقطع ثوابه كوقف أرض عليه ، أو غلة يجري ثوابها دائما ، وعلم علمه الناس عمل به من علمه ، فإن كان ماؤها غير صاف فهو غم وحزن ، وقد تدل على العين الباكية وعلى الفتنة ؛ لقوله تعالى : وفجرنا الأرض عيونا [القمر : 12 ] فكانت فتنة جرت بهلاكهم .

ألا ترى قوله تعالى : ماء غدقا لنفتنهم فيه [الجن : 16 :17 ] وقد يدل على الماء العين الجارية ، ويستدل العابر على هذه الوجوه بأحوال الرائين وبزيادة الرؤيا ونقصانها .

فصل :

إجراء عمله عليه لعله إما لخير قدمه مؤبدا أو لغير ذلك ، وإلا فقد صح أن المرء إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث . فقوله : "ذلك عمله " . أي : ثواب عمله .

[ ص: 178 ] وقوله : ( طار لنا عثمان بن مظعون ) . كان عثمان هذا وعبد الله وقدامة من المهاجرين الأولين الذين صلوا القبلتين ، ومن أهل بدر .

وقوله : ( فوجع وجعه ) . أي مرض مرضه . قال الجوهري : تقول : وجع فلان يوجع وييجع وياجع فهو وجع . قال ابن التين : ورويناه : (فوجع ) بضم الواو .

وقوله : " ما يفعل بي " وروى في الباب الآتي : "ما يفعل به " .

قال الداودي : الأول ليس بصحيح ، والصحيح هذا ؛ لأن (الرسول لا يشك ) . قال :

وقال ذلك قبل أن يخبر أن أهل بدر يدخلون الجنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية