التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6604 [ ص: 180 ] 15 - باب: اللبن في المنام

7006 - حدثنا عبدان ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يونس ، عن الزهري ، أخبرني حمزة بن عبد الله ، أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن ، فشربت منه ، حتى إني لأرى الري يخرج من أظفاري ، ثم أعطيت فضلي " . يعني عمر . قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : "العلم " . [انظر : 82 - مسلم : 2391 - فتح: 12 \ 393 ]


ذكر فيه حديث حمزة بن عبد الله ، أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه ، حتى إني لأرى الري يخرج من أظافيري ، ثم أعطيت فضلي " . يعني : عمر . قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : "العلم " .

وقد سلف في كتاب العلم .

قال المهلب : رؤيا اللبن في النوم تدل على السنة والفطرة والعلم والقرآن ؛ لأنه أول شيء يناله المولود من طعام الدنيا ، وهو الذي فتق معاه وبه تقوم حياته ، كما تقوم بالعلم حياة القلوب ، فهو يشاكل العلم من هذا الوجه ، وقد يدل على الحياة ؛ لأنها كانت به في الصغر ، وقد يدل على الثواب ؛ لأنه من نعيم الجنة إذا رئي نهر من لبن ، وقد يدل على المال الحلال ، وإنما أوله الشارع بالعلم في عمر -والله أعلم - لعلمه صحة فطرته ودينه ، والعلم زيادة في الفطرة على أصل معلوم .

[ ص: 181 ] فصل :

الري بكسر الراء الاسم ، كما قال الداودي ، والرواء : الشراب ، وبالفتح مصدر . قال الجوهري : روي من الماء بالكسر أروي ريا ، وروى (وريا ) أيضا مثل رضي ورضا .

وقوله : " أظافير " . قال الجوهري : الظفر جمعه أظافر وأظفور وأظافير .

وقوله : " يجري من أظفاري " . قال الداودي : قد يراه من تحت الجلد أو يحسه ، فيكون هذا رويا .

قلت : وقولهم : ( فما أولته ؟ ) أي : فسرته ، والتأويل : تفسير ما يئول إليه الشيء ، وأولته وتأولته بمعنى ، وفي الحديث الآخر : "يخرج من أطرافي " جمع : طرف بتحريك الراء وهو بمعنى .

وترجم عليه :

التالي السابق


الخدمات العلمية