التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6674 [ ص: 342 ] 12 - باب: من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم

7085 - حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا حيوة وغيره قالا : حدثنا أبو الأسود . وقال الليث ، عن أبي الأسود قال : قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته ، فنهاني أشد النهي ، ثم قال : أخبرني ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم ، فيقتله أو يضربه فيقتله . فأنزل الله تعالى : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم [النساء : 97 ] . [انظر : 4596 - فتح: 13 \ 37 ]


حدثنا عبد الله بن يزيد ، ثنا حيوة وغيره قالا : ثنا أبو الأسود . وقال الليث ، عن أبي الأسود قال : قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه ، فلقيت عكرمة فأخبرته ، فنهاني أشد النهي ، ثم قال : أخبرني ابن عباس أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم ، فيقتله أو يضربه فيقتله . فأنزل الله تعالى : إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم [النساء : 97 ] .

هذا حديث مرفوع إذ هو تفسير من صحابي لنزول آية .

وقوله : (وغيره ) . قيل : المراد به ابن لهيعة . قال ابن بطال : وثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه من كان مع قوم راضيا بحالهم فهو منهم ، صالحين كانوا أو فاسقين ، هم شركاء في الأجر أو الوزر ، ومما يشبه معنى هذا الحديث في مشاركة أهل الظلم في الوزر قوله - عليه السلام - : "فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " وأما [ ص: 343 ] مشاركة مجالس الصالحين في الأجر كما في الحديث : "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإن وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم " . وذكر الحديث بطوله ، قال : "فيقول الله : اشهدوا أني قد غفرت لهم . فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجته . قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم " فإن كان يجالس أهل الفسق كارها لهم ولعملهم ، ولم يستطع مفارقتهم خوفا على نفسه أو لعذر منعه فترجى له النجاة من إثم ذلك ، يدل على ذلك قوله في آخر الآية التي نزلت فيمن كثر سواد المشركين إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان إلى قوله : أن يعفو عنهم [النساء : 98 ، 99 ] وقد كره السلف الكلام في الفتنة ، ذكر ابن جريج عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إنما الفتنة باللسان . وقال سفيان عن شريح : ما أخبرت ولا استخبرت تسعة أعوام منذ كانت الفتنة ، فقال له مسروق : لو كنت مثلك لسرني أن أكون قد مت . قال شريح : فكيف أكثر من ذلك مما في الصدور ، تلتقي الفئتان (إحداهما أحب ) إلي من الأخرى ، وقال الحسن : السلامة من الفتنة سلامة القلوب والأيدي والألسن ، وكان إبراهيم يستخبر ولا يخبر . وقد سلف في البيوع : أنهم يخسف بهم ، وفيهم أسواقهم .

[ ص: 344 ] فقال - عليه السلام - : "يبعثون على نياتهم " .

فصل :

البعث -بفتح الباء - : الجيش .

وقول ابن عباس : (إن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين . . ) . إلى آخره . قال قتادة والضحاك : هم قوم أظهروا الإسلام ثم لم يهاجروا وخرجوا إلى بدر مع المشركين فقتلوا .

وقرأ عيسى (يتوفاهم ) على تذكير الجماعة ، أصله : تتوفاهم ثم حذفت إحدى التاءين .

وقوله : فيم كنتم أي : قالت الملائكة لهم : فيم كنتم : أفي أصحاب محمد أو كنتم مشركين ؟ وهو سؤال توبيخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية