التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6675 [ ص: 345 ] 13 - باب: إذا بقي في حثالة من الناس

7086 - حدثنا محمد بن كثير ، أخبرنا سفيان ، حدثنا الأعمش ، عن زيد بن وهب ، حدثنا حذيفة قال : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا : " أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السنة" . وحدثنا عن رفعها قال : "ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل أثر الوكت ، ثم ينام النومة فتقبض ، فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل ، كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ، ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة ، فيقال : إن في بني فلان رجلا أمينا . ويقال للرجل : ما أعقله ، وما أظرفه ، وما أجلده . وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان " . ولقد أتى علي زمان ولا أبالي أيكم بايعت ، لئن كان مسلما رده علي الإسلام ، وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه ،

وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا" .
[انظر : 6497 - مسلم : 143 - فتح: 13 \ 38 ]


ذكر فيه حديث حذيفة قال : حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا : "أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال " الحديث بطوله ، وقد سلف في الرقاق سندا ومتنا (سواء ، فراجعه ) ، وهو من أعلام نبوته ؛ لأن فيه الإخبار عن فساد أديان الناس وقلة أمانتهم في آخر الزمان ، ولا سبيل إلى معرفة ذلك قبل كونه إلا من طريق الوحي ، وهذا كقوله - عليه السلام - : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ " . وروى ابن وهب ، عن يعقوب بن عبد الرحمن ، عن عمر مولى المطلب ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن [ ص: 346 ] أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عمرو : "كيف بك يا عبد الله إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأمانتهم واختلفوا فصاروا هكذا ؟ " وشبك بين أصابعه ، قال : قلت : يا رسول الله ، فما تأمرني ؟ قال : "عليك بخاصتك ودع عنك عوامهم " .

ومن هذا الحديث ترجم البخاري الباب -والله أعلم - وأدخل معناه في حديث حذيفة ، ولم يذكر الحديث بنص الترجمة ؛ لأنه لم يخرج عن العلاء في كتابه شيئا ، وقد سبق التنبيه عليه هناك أيضا .

فصل :

سلف هناك أن الجذر -بفتح الجيم وكسرها . محكي .

وقوله : "ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السنة " . يعني : الصحابة

وقوله : (وحدثنا عن رفعها ) . فقال : أول ما يرفع من هذه الأمة الأمانة ، وآخر ما يبقى الصلاة .

وقوله : (ما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا ) . يذكر أنه بقي الخير في بعض الناس ، وهو دال أن الخير يتلاشى شيئا فشيئا .

وقوله : (ما أظرفه ) . أي : ما أذكى قلبه .

فائدة : مات حذيفة سنة ست وثلاثين بعد موت عثمان بأشهر .

التالي السابق


الخدمات العلمية