التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6698 [ ص: 391 ] 22 - باب: لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور

7115 - حدثنا إسماعيل ، حدثني مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتني مكانه " . [انظر : 85 - مسلم : 157 - فتح: 13 \ 74 ] .


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتني مكانه " .

الشرح :

الغبطة : تمني مثل حال المغبوط من غير إرادة زوالها عنه ، وليس بحسد ، تقول : غبطته أغبطه غبطا وغبطة ، وتغبط أهل القبور وتمني الموت عند ظهور الفتن إنما خوف ذهاب الدين ؛ لغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكر ، وروى ابن المبارك من حديث سعيد بن عبد العزيز عن ابن عبد ربه : أن أبا الدرداء كان إذا جاءه موت الرجل على الحال الصالحة قال : هنيئا له ليتني بدله . فقالت له أم الدرداء : لم تقول هذا ؟ (فقال : إن الرجل ليصبح مؤمنا ويمسي كافرا ، قالت : وكيف ؟ قال : يسلب إيمانه ) وهو لا يشعر ، فلأنا ، لهذا (بالموت ) أغبط من هذا في الصوم والصلاة ، وقد روي عن النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - مرفوعا : "إن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، يبيع فيها أقوام دينهم [ ص: 392 ] بعرض من الدنيا يسير " .

ومن حديث الحسن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "بين يدي الساعة فتن يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه " .

وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : سيأتي عليكم زمان لو وجد فيه أحدكم الموت يباع لاشتراه ، وسيأتي عليكم زمان يغبط فيه الرجل بخفة الحاذ كما يغبط فيه بكثرة المال والولد . وأما من لم يخف فساد دينه وذهاب إيمانه فلا يتمنى الموت ذلك الزمان ؛ لمشابهته بأهله وحرصه فيما دخلوا فيه ، بل ذلك وقت يسود فيه أهل الباطل ويعلو فيه سفلة الناس ورذالتهم ويسود بالدنيا لكع بن لكع " .

فصل :

وفيه تمني الموت عند فساد الدين ، وقد دعا به عمر - رضي الله عنه - حيث قال : اللهم كبرت سنين وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط . وقال عمر بن عبد العزيز لبعض من كان يخلو معه : ادع لي بالموت .

التالي السابق


الخدمات العلمية