التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6702 7119 - حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي ، حدثنا عقبة بن خالد ، حدثنا عبيد الله ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن جده حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا " .

قال عقبة : وحدثنا عبيد الله ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله إلا أنه قال : "يحسر عن جبل من ذهب " . [مسلم : 2894 - فتح: 13 \ 78 ] .


ثم ساق من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى " .

وحديث عبيد الله ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن جده حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب ، فمن حضر فلا يأخذ منه شيئا " .

وعن عبيد الله ، ثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . مثله إلا أنه قال : "يحسر عن جبل من ذهب " .

الشرح :

حديث أنس الأول أخرجه في مناقب الأنبياء عن ابن سلام ، عن [ ص: 398 ] الفزاري ، عن حميد ، عن أنس - رضي الله عنه - ، وروى حميد المروزي ، عن عبد الوهاب : ثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن كعب قال : تخرج نار من قبل اليمن تحشر الناس تغدوا معهم إذا غدوا ، وتقيل معهم إذا قالوا ، وتروح معهم إذا راحوا ، فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام . وكل ما ذكرناه في هذه الأحاديث من الأشراط فهي علامات قيام الساعة كخروج النار ، ومعناها واحد ، وقد جاء في حديث أن النار آخر أشراط الساعة . ورواه ابن عيينة عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال : أشرف علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غرفة فقال : "ما تذكرون ؟ " قلنا : نتذاكر الساعة . قال : "فإنها لا تقوم حتى تكون عشر آيات : الدجال ، والدخان ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ويأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى ، وثلاثة خسوف ؛ خسف : بالمشرق ؛ وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم " .

وذكر ابن أبي شيبة : ثنا محمد بن بشر ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن عبد الله بن عمر مرفوعا : " أول الآيات (خروجا ) طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا " .

[ ص: 399 ] وحديث أنس أصح من هذه الأحاديث ، وقد روى حماد بن سلمة عن أبي المهزم يزيد بن سفيان -وهو ضعيف - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : خروج الآيات كلها في ثمانية أشهر . وقال أبو العالية : الآيات كلها في ستة أشهر .

فصل :

قال ابن التين : يريد بقوله : "أول أشراط الساعة . . " إلى آخره أنها تخرج من اليمن حتى تؤديهم إلى بيت المقدس ، والأشراط : العلامات ، واحدها : شرط بفتح الشين والراء . ووجه حديث ابن عمر - رضي الله عنه - أول الآيات (خروجا ) طلوع الشمس من مغربها : إذا دنت الساعة وتقاربت علاماتها ، فجائز أن يقال لكل واحدة أول ؛ لتقارب بعضه من بعض ، وتقارب الزمن من انطواء السنين بقرب السنة والشهر والجمعة ، وتقصر عما كانت ، قاله كله أبو عبد الملك ، وقيل اقتراب الزمن إذا دنا قيام الساعة .

فصل :

وقوله : "تضيء أعناق الإبل ببصرى " يعني : من آخرها ، تبلغ إلى الإبل التي تكون ببصرى وهي من أرض الشام ، تقول العرب : أصاب النار ، وأصاب النار غيرها ، ويوشك أي : يسرع ، ويحسر : يكشف .

وقوله : ("فلا يأخذ منه شيئا " ) . يريد ؛ لأنه للمسلمين ؛ فلا يؤخذ إلا بحقه ومن أخذه وكنز المال ندم لأخذه ما لا ينفعه ، وإذا ظهر جبل من ذهب كثر الذهب فلم يرد .

[ ص: 400 ] فصل :

عبيد الله هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، أمه فاطمة بنت عمر بن عاصم (بن عمر ) وأم ابنته ميمونة بنت داود بن كليب ، أخي خبيب ابني يساف ، وخبيب هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن خبيب بن يساف ، قاله ابن سعد ، وكان لخبيب ابنان عبد الله وعبد الرحمن ، وقوله : (عن جده ) الضمير يعود إلى عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم الراوي عن خبيب ، بالخاء المعجمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية