التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6704 7121 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعوتهما واحدة ، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله ، وحتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل ، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه : لا أرب لي به . وحتى يتطاول الناس في البنيان ، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتني مكانه . وحتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس -يعني - آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " . [انظر : 85 - مسلم : 157 ، 2954 - فتح: 13 \ 81 ] .


ذكر فيه حديث حارثة بن وهب قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "تصدقوا ، فسيأتي على الناس زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد (أحدا ) يقبلها " .

[ ص: 402 ] قال مسدد : حارثة أخو عبيد الله بن عمر لأمه .

وحديث أبي الزناد ، عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان (عظيمتان ) ، يكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعواهما واحدة ، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله ، وحتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان " . الحديث بطوله .

وقد سلف مختصرا من هذا الوجه قبل الإكراه بلفظ : "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة " ومعنى : ("دعواهما واحدة " ) . أي : يدعيان الإسلام ، وتتأول كل فرقة أنها محقة وهي كذلك لتأويلها .

وقوله : ("يقبض العلم " ) . أي : يموت حاملوه ، ومعنى : ("لا أرب لي فيه " ) . لا حاجة ، وقوله : "يتطاول الناس في البنيان " . يريد أهل البادية ، وقوله : "يليط حوضه " . أي : يصلحه ويطينه ، كذا وقع رباعيا من ألاط ، وكان عمر يليط أولاد الجاهلية بآبائهم ، وفي رواية : لمن ادعاهم في الإسلام . أي : يلحقهم به ، من ألاطه يليط إذا ألصقه به ولاط حبه بقلبي يليط ويلوط ليطا ولوطا لياطة ، وهو أليط بالقلب وألوط ، وعبارة الجوهري : لطت الحوض بالطين لوطا أي : طينته ، وفي "غريبي الهروي " : كل شيء لصق بشيء فقد لاط به يلوط لوطا [ ص: 403 ] ويليط ليطا ، فهو يصح على هذا ، ويكون بفتح الياء لكنهم رووه بضمها ، وروى ( القزاز ) : أن يليط كفه .

فصل :

وقوله في آخر الزمان : "وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها " . هو بضم الهمزة ، والأكلة بالضم : اللقمة ، وبالفتح المرة الواحدة حتى يشبع . قال ابن التين : وقرأناه بضم الهمزة ، يعني : اللقمة .

وقوله : "ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته " ، وهو بكسر اللام ، وكذا ضبطه الدمياطي ، وقال ابن التين : رويناه بالفتح ، والذي في كتب أهل اللغة بالكسر على أن في "الغريبين " عن ابن السكيت لقحة ، ولقحة ، وفي "الصحاح " : اللقحة : اللقوح قال عن أبي عمرو : وإذا فتحت فهي لقوح بالفتح شهرين أو ثلاث ثم هي لبون بعد ذلك .

فصل :

هذا كله إخبار منه - عليه السلام - بما يفجأ الناس (حتى ) لا يتم أحد ما يبدأه من نشره الثوب فلا يطوى ، وليط الحوض ، فتعاجله الساعة قبل تمامه ، وأقرب من ذلك رفع اللقمة إلى فيه قبل أن يطعمها .

التالي السابق


الخدمات العلمية