التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6751 [ ص: 523 ] 22 - باب: أمر الوالي إذا وجه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا

7172 - حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا العقدي ، حدثنا شعبة ، عن سعيد بن أبي بردة قال : سمعت أبي قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي ومعاذ بن جبل على اليمن فقال : " يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا " . فقال له أبو موسى : إنه يصنع بأرضنا البتع . فقال : "كل مسكر حرام " . وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع ، عن شعبة ، عن سعيد عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . [انظر : 2261 - مسلم : 1733 - فتح: 13 \ 148 ] .


ذكر فيه حديث سعيد بن أبي بردة قال : سمعت أبي يقول : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال : "يسرا ولا تعسرا ، وبشرا ولا تنفرا ، وتطاوعا " الحديث .

وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع ، [عن شعبة ] ، عن سعيد ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

فيه : الحض على الاتفاق ، وترك الاختلاف ؛ لما في ذلك من ثبات المحبة والألفة والتعاون على الحق ، والتناصر على إنفاذه وإمضائه ، وسلف معنى أمره بالتيسير ، وترك التعسير في الأدب في باب قوله : "يسرا ولا تعسرا " أي : خذا بما فيه اليسر ، وأخذهما ذلك هو عين تركهما للعسر .

[ ص: 524 ] وقوله : "وبشرا " أي : بما فيه تطييب النفوس ، (ولا تنفرا ) أي : بما لا يقصد إلى ما فيه الشدة ، (وتطاوعا ) : أي : تحابا فإنه متى وقع الاختلاف وقع التباغض .

وفيه من الفوائد : تقديم أفاضل الصحابة على العمل ، واختصاص العلماء منهم ، وظاهر الحديث : اشتراكهما في عمل اليمن ، والمذكور في غيره أنه قدم كل واحد منهما على مخلاف ، والمخلاف : الكورة ، واليمن مخلافان .

فصل :

(البتع ) في الحديث : شراب يتخذ من العسل ، وقوله - عليه السلام - : "كل مسكر حرام " فيه : رد على أبي حنيفة ومن وافقه ، وقد روى ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه - عليه السلام - حرم الخمر بعينها ، والمسكر من غيرها ، وهذا نص لا يحتمل التأويل ، وهو نص في موضع الخلاف .

[ ص: 525 ] فائدة :

أبو داود السالف هو : سليمان بن داود الطيالسي الحافظ ، انفرد به مسلم ، واستشهد به البخاري كما تراه وأخرج له أيضا في كتاب "القراءة خلف الإمام " وغيره ، وأخرج له الأربعة أيضا ، وهو صاحب "المسند " ، مات سنة مات الشافعي سنة أربع ومائتين ابن إحدى وسبعين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية