التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6753 [ ص: 528 ] 24 - باب: هدايا العمال

7174 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، أنه سمع عروة ، أخبرنا أبو حميد الساعدي قال : استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا من بني أسد يقال له : ابن الأتبية على صدقة ، فلما قدم قال : هذا لكم وهذا أهدي لي . فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر -قال سفيان أيضا فصعد المنبر - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " ما بال العامل نبعثه ، فيأتي يقول : هذا لك وهذا لي ؟ فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا ؟! والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته ، إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر " . ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتى إبطيه : "ألا هل بلغت ؟ " ثلاثا . قال سفيان : قصه علينا الزهري . وزاد هشام ، عن أبيه ، عن أبي حميد قال : سمع أذناي وأبصرته عيني ، وسلوا زيد بن ثابت فإنه سمعه معي . ولم يقل الزهري : سمع أذني . [انظر : 925 - مسلم : 1832 - فتح: 13 \ 164 ]


خوار [الأعراف : 148 ] صوت ، والجؤار من تجأرون [النحل : 53 ] كصوت البقرة .

ذكر فيه حديث أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه -قال : استعمل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا من بني أسد يقال له : ابن اللتبية على صدقة . الحديث . وفيه : " أو شاة تيعر " . قال سفيان : قصه علينا الزهري . وزاد هشام ، عن أبيه ، عن أبي حميد قال : سمع أذني وأبصرته عيني ، وسلوا زيد بن ثابت فإنه سمعه معي . ولم يقل الزهري : سمع أذني .

وهذا الحديث سلف في الزكاة .

[ ص: 529 ] قال ابن دريد : بنو لتب بطن من العرب منهم ابن اللتبية رجل من الأزد ، ويقال فيه الأسد -بالسين - واسمه دراء وزن فعال ، وكان له معروف وإحسان إلى الناس ، فيقول القائل : أزدى إلي معروفا ، وأسدى ، فلقب : الأزد والأسد على الإبدال .

فصل :

قوله : (أو بقرة لها خوار ) هو بالخاء المعجمة ، وسلف عن البخاري ( خوار صوت ، والجؤار كصوت البقرة ) وزعم الإسماعيلي أن الذي بالخاء المعجمة صوت البقر ، وهو ما في التنزيل ، وأما الذي بالجيم فصوت في خشوع وتضرع من الآدمي ، قال تعالى : فإليه تجأرون [النحل : 53 ] .

وقوله -قبله - : "إن كان بعيرا له رغاء " هو ، صوت البعير .

وقوله : "أو شاة تيعر" هو بكسر العين ، كذا ضبطه الدمياطي وصحح عليه . وشاة لها تعار ، ويقال : يعار .

وقال القزاز : هو يعار -بغير شك - واليعار ليس بشيء ، واليعار : صوت الشاة الشديد .

وهذا والله أعلم إذا لم يرد ذلك إلى أربابه على قصد التوبة ، وذكره - عليه السلام - على المنبر ؛ لينقل فيقع الامتناع منه .

[ ص: 530 ] فصل :

فيه : أن ما أهدي إلى العمال وخدمة السلطان بسبب سلطانهم أنه لبيت المال ألا ترى قوله - عليه السلام - : "هدايا العمال غلول " وروي : "هدايا العمال " كما ترجم به البخاري إلا أن يكون الإمام يبيح قبول الهدية لنفسه فذلك تطييب له بما قال - عليه السلام - لمعاذ حين بعثه "قد علمت الذي دار عليك في مالك وإني قد طيبت لك الهدية " فقبلها معاذ وأتى بما أهدي إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فوجده قد توفي ، فأخبر بذلك الصديق ، فأجازه ، ذكره ابن بطال . وسلف في ترك الحيل ، في باب احتيال العامل ليهدى إليه تمام [ ص: 531 ] القول في ذلك ، وعندنا أن هدية القاضي سحت لا تملك ، وعبارة ابن التين : هدايا العمال رشوة وليست بهدية إذ لولا العمل لم يهد له ، كما نبه الشارع عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية