التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6783 [ ص: 590 ] 45 - باب: بيعة الأعراب

7209 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن أعرابيا بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ، فأصابه وعك ، فقال : أقلني بيعتي . فأبى ، ثم جاءه فقال : أقلني بيعتي . فأبى ، فخرج . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها " . [انظر : 1883 - مسلم : 1383 - فتح: 13 \ 200 ]


ذكر فيه حديث جابر - رضي الله عنه - : أن أعرابيا بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ، فأصابه وعك فقال : أقلني بيعتي . فأبى ، ثم جاءه فقال : أقلني بيعتي فأبى ، فخرج ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها"

الشرح :

البيعة على الإسلام كانت فرضا على جميع الناس أعرابا كانوا أو غيرهم ، وإباؤه - عليه السلام -وقد طلب الإقالة ؛ لأنه لا يعين على معصية .

وقوله : "تنفي خبثها " أي : تنفي من لا خير فيه ؛ لأن المدينة إنما يحمل على سكناها مع شدة حال ساكنها دل ذلك على ضعف إيمانه .

وينصع طيبها أي : يظهر ، وعبارة ابن التين : أي يبقى فيها ويقيم على سكناها الطيبون ، والناصع : الصافي النقي اللون ، وخروج الأعرابي منها دون إذنه له - عليه السلام - بعد هجرته إليها تشبه الردة ؛ لأن بيعته - عليه السلام - إياه في أول قدومه إنما كانت على أن لا يخرج أحد منها فخروجه عصيان [ ص: 591 ] إذ كانت الهجرة أيضا قبل الفتح على كل من أسلم من المسلمين إليها ، فمن لم يهاجر إليها لم تكن بينه وبين المؤمنين موالاة ، لقوله تعالى : والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا [الأنفال : 72 ] ، فبقي الناس على هذا إلى عام الفتح ، فقال : "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " .

التالي السابق


الخدمات العلمية