التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6800 7227 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "والذي نفسي بيده وددت أني لأقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا " . فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثا أشهد بالله . [انظر : 36 - مسلم : 1876 - فتح: 13 \ 217 ]


[ ص: 620 ] ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "والذي نفسي بيده لولا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت ، لوددت أني أقتل في سبيل الله ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل " .

ثم ساقه أيضا من حديث الأعرج عن أبي هريرة أيضا .

هذا الكتاب ذكره ابن بطال بعد فضائل القرآن وبعده القدر ، وأحاديثه تقدمت لكن لا بد من التنبيه على فوائدها ، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، أحد الأئمة ، مات سنة أربع وتسعين على أحد الأقاويل ، وسعيد بن المسيب هو أبو محمد المخزومي أحد الأعلام والفقهاء الكمل تابعي مات سنة أربع وتسعين وعاش تسعا وسبعين سنة .

ومن فوائده : تمني الخير وأفعال البر والرغبة فيها ، وإن علم أنه لا ينالها حرصا على الوصول إلى أعلى درجات الطاعة .

وفيه : فضل الشهادة على سائر أعمال البر حيث تمناها الشارع دون غيرها ، وذلك لرفيع منزلتها ، وكرامة أهلها ؛ لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، وذلك والله أعلم بسخائهم لبذل مهجهم في مرضاته ، وإعزاز دينه ، ومحاربة من حاربه وعاداه ، لا جرم جازاهم بأن عوضهم في فقد جاه الدنيا الفانية الحياة الدائمة في الدار الباقية فكأن رتب المجازاة من جنس الطاعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية