التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6880 [ ص: 79 ] 9 - باب: تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من الرجال والنساء، مما علمه الله، ليس برأي ولا تمثيل

7310 - حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي صالح ذكوان، عن أبي سعيد: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله. فقال: " اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا ". فاجتمعن، فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله ثم قال: " ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة إلا كان لها حجابا من النار ". فقالت امرأة منهن: يا رسول الله، اثنين؟ قال: فأعادتها مرتين، ثم قال: " واثنين واثنين واثنين ". [ انظر: 101 - مسلم: 2633 - فتح: 13 \ 292 ]


ذكر فيه حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - : جاءت امرأة إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا يوما من نفسك. الحديث. وفيه: "ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثا ".

وفيه: فقالت: واثنين؟ قال: فأعادتها مرتين.

الشرح:

هذا الحديث ترجم له في كتاب العلم، باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم.

وفيه من الفقه كما قال المهلب: إن العالم إذا أمكنه أن يحدث بالنصوص عن الله تعالى ورسوله فلا يحدث بنظره ولا ( بقياسه ) هذا معنى الترجمة; لأنه - عليه السلام - حدثهم حديثا عن الله تعالى لا يبلغه [ ص: 80 ] قياس ولا نظر، وإنما هو توقيف ووحي، وكذلك ما حدثهم به من سنته - عليه السلام - فهو عن الله تعالى أيضا; لقوله تعالى: وما ينطق عن الهوى [ النجم: 3 ] وقال - عليه السلام - : "أوتيت الكتاب ومثله معه". فقال أهل العلم: أراد بذلك السنة التي أوتي.

وفيه سؤال الطلاب للعالم أن يجعل لهم يوما يسمعون منه عليه العلم، وإجابة العالم إلى ذلك، وجواز الإعلام بذلك المجلس للاجتماع فيه.

فصل:

وقوله: ( "ما من امرأة تقدم بين يديها ثلاثة من الولد إلا كانوا حجابا من النار" ). يعني: بتقديمها إياهم، ورواه في الجنائز بزيادة "لم يبلغوا الحنث". أي: لم يبلغوا أن يعملوا بالمعاصي، وفي حديث آخر: "فلا يلج النار إلا تحلة القسم" وقول المرأة - وليس هي من أهل اللسان - دليل أن تعلق هذا الحكم على الثلاث لا يدل على انتقائه عن أقل منهن إذ لو دل على ذلك لما سألته، وقد سلف في الرقاق من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا "يقول الله تبارك وتعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" قال بعض العلماء: فدخل في هذا الحديث المصيبة بالولد الواحد، وقد أسلفنا فيما مضى رواية أنه روي: واحد.

التالي السابق


الخدمات العلمية