التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6889 7320 - حدثنا محمد بن عبد العزيز، حدثنا أبو عمر الصنعاني - من اليمن - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ". قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟! ". [ انظر: 3456 - مسلم: 2669 - فتح: 13 \ 300 ]


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبرا بشبر وذراعا بذراع". فقيل: يا رسول الله، كفارس والروم؟ . فقال: "ومن الناس إلا أولئك؟! ".

وسلف في ذكر بني إسرائيل.

وحديث أبي عمر الصنعاني من اليمن - قيل: إنه من صنعاء الشام، واسمه: حفص بن ميسرة، سكن عسقلان، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم". قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟! ".

[ ص: 95 ] الشرح: ( السنن ) بفتح السين والنون: الطريقة، يقال: استقام فلان على سنن واحد، ويصح ضمها - قال ابن التين: وبه قرأناه - جمع سنة: وهي العبادة، وقال المهلب: فتح السين أولى من ضمها; لأنها لا يستعمل الشبر والذراع إلا في السنن وهو الطريق، فأخبر - عليه السلام - : أن أمته قبل قيام الساعة يتبعون المحدثات من الأمور والبدع، والأهواء المضلة كما اتبعتها الأمم من فارس والروم حتى يتغير الدين عند كثير من الناس، وقد أنذر في كثير من حديثه أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، وأن الدين إنما يبقى قائما عند خاصة من المسلمين لا يخافون من العداوات، ويحتسبون أنفسهم على الله في القول بالحق والقيام بالمنهج القويم في دين الله.

فصل:

قوله: ( بأخذ القرون ) كذا في الأصول وللنسفي وابن السكن، وفي رواية الأصيلي. "بما أخذ" قال ثعلب: أخذ أحد الجهة إذا قصد نحوها، وقوله: "شبرا بشبر وذراعا بذراع" هو تمثيل.

وفي رواية أخرى: "إن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة وإن هذه الأمة تختلف على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، يريد أنها تدخل النار إلا من عفا عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية