التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6917 [ ص: 126 ] 19 - باب: قول الله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا [ البقرة: 143 ] وما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بلزوم الجماعة، وهم أهل العلم

7349 - حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم يا رب. فتسأل أمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير. فيقول: من شهودك؟ فيقول: محمد وأمته. فيجاء بكم فتشهدون ". ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال: عدلا لتكونوا شهداء على الناس الآية [ البقرة: 143 ].

وعن جعفر بن عون حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . [ انظر: 3339 - فتح: 13 \ 316 ].


ذكر فيه حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم يا رب. فتسأل أمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير. فيقول: من شهودك؟ فيقول: محمد وأمته. فيجاء بكم فتشهدون ". ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال: عدلا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [ البقرة: 143 ]

وعن جعفر بن عون حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا.

الشرح:

معنى هذا الباب الاعتصام بالجماعة، ألا ترى قوله تعالى: لتكونوا شهداء على الناس [ البقرة: 143 ]، ولا يجوز أن يكون شهيدا [ ص: 127 ] غير مقبول القول، ولما كان الشارع واجبا اتباعه وجب اتباع قولهم; لأن الله تعالى جمع بينه وبينهم في قبول قولهم وزكاهم، وأحسن الثناء عليهم بقوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا يعني: عدلا.

والاعتصام بالجماعة كالاعتصام بالكتاب والسنة; لقيام الدليل على توثيق الله ورسوله صحة الإجماع وتحذيرهما من مفارقته بقوله تعالى: ومن يشاقق الرسول الآية [ النساء: 115 ]، وقوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية [ آل عمران: 110 ] وهاتان الآيتان قاطعتان على أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وقد أخبر - عليه السلام - بذلك ( فهما ) له من كتاب ربه تعالى فقال: "لا تجتمع أمتي على ضلالة". فلا يجوز أن يكون أراد جميعها من عصره إلى قيام الساعة; لأن ذلك لا يفيد شيئا; لأن الحكم لا يعرف إلا بعد انقراض جميعها، فعلم أنه أراد أهل الحل والعقد من كل عصر.

فصل:

ما فسر به الوسط بالعدل، روي مرفوعا كما أفاده ابن التين، وأصله أن أحمد الأشياء أوساطها، وفي بقية حديث نوح في غير هذا الموضع، "فيقول قوم نوح: كيف يشهدون علينا، ونحن أول الأمم وهم آخر الأمم، فتقولون: نشهد أن الله - عز وجل - بعث إلينا رسولا، وأنزل [ ص: 128 ] إلينا كتابا، فكان فيما أنزل إلينا خبركم".

وعبارة الداودي: "يقال لهم تشهدون ولم تحضروا؟ فتقولون: أخبرنا نبينا. " وهو قوله: ويكون الرسول عليكم شهيدا .

التالي السابق


الخدمات العلمية