التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6935 [ ص: 167 ] 28 - باب: قول الله - عز وجل - : وشاورهم في الأمر [ آل عمران: 159 ]

وأن المشاورة قبل العزم والتبين، لقوله - عز وجل - : فإذا عزمت فتوكل على الله [ آل عمران: 159 ] فإذا عزم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يكن لبشر التقدم على الله ورسوله، وشاور النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه يوم أحد في المقام والخروج، فرأوا له الخروج، فلما لبس لأمته وعزم قالوا له: أقم. فلم يمل إليهم بعد العزم وقال: " لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله ". وشاور عليا وأسامة - رضي الله عنهما - فيما رمى به أهل الإفك عائشة - رضي الله عنها - فسمع منهما، حتى نزل القرآن فجلد الرامين، ولم يلتفت إلى تنازعهم ولكن حكم بما أمره الله. وكانت الأئمة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورأى أبو بكر - رضي الله عنه - قتال من منع الزكاة فقال عمر - رضي الله عنه - : كيف تقاتل وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله. فإذا قالوا: لا إله إلا الله. عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟!. فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : والله لأقاتلن من فرق بين ما جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم تابعه بعد عمر [ انظر: 1399 ] فلم يلتفت أبو بكر - رضي الله عنه - إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين [ ص: 168 ] وأحكامه. قال - عليه السلام - : " من بدل دينه فاقتلوه ". [ انظر: 3017 ] وكان القراء أصحاب مشورة عمر - رضي الله عنه - كهولا كانوا أو شبانا، وكان وقافا عند كتاب الله. [ انظر: 4642 ]

7369 - حدثنا الأويسي، حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب، حدثني عروة وابن المسيب وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله، عن عائشة - رضي الله عنها - حين قال لها أهل الإفك - قالت: ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما، وهو يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار بالذي يعلم من براءة أهله، وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك. فقال: " هل رأيت من شيء يريبك؟ ". قالت: ما رأيت أمرا أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن فتأكله. فقام على المنبر فقال: " يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي؟ والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ". فذكر براءة عائشة. وقال أبو أسامة، عن هشام. [ انظر: 2593 - مسلم: 2770 - فتح: 13 \ 339 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية