التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
644 [ ص: 490 ] 44 - باب: من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج

676 - حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود قال: سألت عائشة: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. [5363، 6039 - فتح: 2 \ 162]


ذكر فيه حديث الأسود عن عائشة: ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله - تعني: خدمة أهله - فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.

هذا الحديث ذكره أيضا في باب كيف يكون الرجل في مهنة أهله؟ وسيأتي. والمهنة بكسر الميم وفتحها، وأنكر الأصمعي الكسر، وقال غيره: إنه القياس، وقال صاحب "المحكم": المهنة والمهنة والمهنة كله: الحذق بالخدمة والعمل وفيه أن الأئمة والفضلاء يتناوبون خدمة أمورهم بأنفسهم، وأن ذلك من فعل الصالحين اتباعا لسيدهم.

قال ابن بطال: ولما لم يذكر في الحديث أنه أزاح عن نفسه هيئة مهنته دل على أن المرء له أن يصلي مشمرا وكيف كان من حالاته؛ لأنه إنما يكره له التشمير وكف الشعر والثياب إذا كان يقصد بذلك الصلاة، ولذلك قال مالك: لا بأس أن يقوم إلى الصلاة على هيئة [ ص: 491 ] جلوسه وبذلته.

قلت: وأصحابنا كرهوا ذلك مطلقا؛ لإطلاق النهي عنه في الصحيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية