التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6955 [ ص: 227 ] 10 - باب: قول الله تعالى: قل هو القادر [ الأنعام: 65 ]

7390 - حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثنا معن بن عيسى، حدثني عبد الرحمن بن أبي الموالي قال: سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن يقول: أخبرني جابر بن عبد الله السلمي قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلم السورة من القرآن يقول: " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر - ثم تسميه بعينه - خيرا لي في عاجل أمري وآجله - قال: أو في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به ". [ انظر: 1162 - فتح: 13 \ 375 ].


ذكر فيه حديث جابر بن عبد الله السلمي - رضي الله عنهما - في دعاء الاستخارة، وقد سلف في الأدعية قريبا.

والقادر والقدرة من صفات الذات، وقد سلف في باب قوله تعالى: إن الله هو الرزاق [ الذاريات: 58 ]

إن القوة والقدرة بمعنى، وكذلك القادر والقوي بمعنى، وذكر الأشعري أن القدرة والقوة والاستطاعة معناها واحد. لكن لم يشتق لله تعالى من الاستطاعة اسم، ولا يجوز أن يوصف بأنه مستطيع; [ ص: 228 ] لعدم التوقيف بذلك، وإن كان قد جاء القرآن بالاستطاعة، فقال: هل يستطيع ربك [ المائدة: 112 ] فإنما هو خبر عنهم ولا يقتضي إثباته صفة له تعالى، فدل على ذلك أمران تأنيبه لهم عقب هذا، وقراءة من قرأ: ( هل تستطيع ربك ) يعني: هل تستطيع سؤال ربك، وقد أخطئوا في الأمرين جميعا; لافترائهم على أنفسهم وخالقهم ما لم يأذن لهم فيه ربهم - عز وجل - .

وقوله في دعاء الباب: "فاقدره لي". أي: اقض لي به، والرواية بضم الدال، وقد روي بكسرها.

التالي السابق


الخدمات العلمية