التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
6971 [ ص: 253 ] 16 - باب: قول الله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه [ القصص: 88 ]

7406 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حماد، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [ الأنعام: 65 ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أعوذ بوجهك ". فقال: أو من تحت أرجلكم [ الأنعام: 65 ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أعوذ بوجهك ". قال: أو يلبسكم شيعا [ الأنعام: 65 ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا أيسر ". [ انظر: 4628 - فتح: 13 \ 388 ].


ذكر فيه حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: لما نزلت هذه الآية: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم [ الأنعام: 65 ] قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أعوذ بوجهك". الحديث، وقد سلف، قال سفيان في قوله: إلا وجهه

قال أبو عبيدة: إلا جاهه، واحتج بقوله: لفلان جاء في الناس أي: وجه، وقيل: إلا إياه كقولك: أكرم الله وجهه، وفلان وجه القوم.

واستدلاله من هذه الآية، والحديث على أن لله وجها هو صفة ذاته لا يقال: هو هو ولا هو غيره بخلاف قول المعتزلة، ومحال أن يقال هو جارحة كالذي نعلمه من الوجوه، كما لا يقال: هو تعالى فاعل وحي وعالم كالفاعلين والأحياء والعلماء الذين نشاهدهم وإذا استحال قياسه تعالى على الشاهد والحكم له بحكمهم مع مشاركتهم ( له ) [ ص: 254 ] في التسمية، كذلك يستحيل الحكم لوجهه تعالى الذي هو صفة ذاته بحكم الوجوه التي نشاهدها، وإنما لم يجز أن يقال: إن وجهه جارحة; لاستحالة وصفه تعالى بالجوارح; لما فيها من أثر الصنعة ولم يقل في وجهه: إنه هو; لاستحالة كونه تعالى وجها.

وقد اجتمعت الأمة على أنه لا يقال: يا وجه اغفر لي، ولم يجز أن يكون وجهه غيره; لاستحالة مفارقته له بزمان أو مكان أو عدم أو وجود، فثبت أن له وجها لا كالوجوه; لأنه ليس كمثله شيء.

التالي السابق


الخدمات العلمية