التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
658 [ ص: 519 ] 52 - باب: متى يسجد من خلف الإمام؟

قال أنس: فإذا سجد فاسجدوا. [انظر: 378]

690 - حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني أبو إسحاق قال: حدثني عبد الله بن يزيد قال: حدثني البراء - وهو غير كذوب - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: " سمع الله لمن حمده". لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدا، ثم نقع سجودا بعده. [747، 811 - مسلم: 474 - فتح: 2 \ 181]


وقال أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا سجد فاسجدوا".

كذا في بعض النسخ، وهو ما في "شرح ابن بطال"، وفي بعضها: قال أنس: وإذا سجد سجدوا.

ثم ساق من حديث سفيان، عن أبي إسحاق: حدثني عبد الله بن يزيد قال: حدثني البراء - وهو غير كذوب - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قال: "سمع الله لمن حمده". لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي - صلى الله عليه وسلم - ساجدا، ثم نقع سجودا بعده.

حدثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن أبي إسحاق، نحوه بهذا.

وهذا الحديث ذكره البخاري أيضا في موضعين آخرين: رفع البصر إلى الإمام، والسجود على سبعة أعظم. وأخرجه مسلم أيضا.

وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وعبد الله بن يزيد:

[ ص: 520 ] هو الخطمي،
صحابي ابن صحابي كالبراء ووالده.

وقال الدارقطني: إنه محفوظ لعبد الله عن البراء، ولم يقل أحد عن ابن أبي ليلى عن البراء غير أبان بن تغلب عن الحكم، وغير أبان أحفظ منه. قلت: حديث أبان أخرجه مسلم، والسند الثاني مذكور في بعض النسخ ومضروب عليه في بعضها، ولم يذكره أصحاب الأطراف ولا أبو نعيم في "مستخرجه".

إذا تقرر ذلك فالكلام عليه من أوجه:

أحدها: قوله: (وهو غير كذوب)، قائله هو أبو إسحاق في عبد الله لا البراء، قاله الحفاظ، وليس بجيد؛ لأن عبد الله صحابي أيضا كما أسلفناه. وعبد الله لم يرد به التعديل، وإنما أراد به قوة الحديث كما أوضحته في "شرح العمدة" بشواهده.

ثانيها: قوله: (لم يحن) أي: لم يعطف، ومنه حنيت العود: عطفته، ويقال: حنيت وحنوت، والأكثر في اللغة والرواية بالياء. وقد روي بهما في "صحيح مسلم".

ثالثها: قوله: (ثم نقع) هو بالرفع على الاستئناف وليس معطوفا على (يقع) الأول المنصوب ب (حتى)؛ إذ ليس المعنى عليه.

[ ص: 521 ] رابعها: في أحكامه، فيه ما كانت الصحابة عليه من الاقتداء بالشارع والمتابعة له في الصلاة وغيرها حتى لم يتلبثوا بالركن الذي ينتقل إليه حتى يشرع في الهوي إليه بل يتأخرون عنه. وفي فعل الصحابة ذلك دلالة على طول الطمأنينة منه.

التالي السابق


الخدمات العلمية