التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
717 [ ص: 35 ] 92 - باب: رفع البصر إلى السماء في الصلاة

750 - حدثنا علي بن عبد الله قال: أخبرنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا ابن أبي عروبة قال: حدثنا قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟! ". فاشتد قوله في ذلك حتى قال: "لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم". [فتح: 2 \ 332]


ذكر فيه حديث أنس بن مالك: عن علي بن عبد الله، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ابن أبي عروبة، ثنا قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم في صلاتهم؟! ". فاشتد قوله في ذلك حتى قال: "لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم".

هذا الحديث من أفراد البخاري عن مسلم.

قال علي بن المديني في "علله الكبير"، وعبد الله بن أحمد عن أبيه: حدثنا يونس بن أنس قال: حلف لي سعيد بن أبي عروبة: بالله ما كتبت عن قتادة شيئا إلا أن أبا معشر كتب إلي أن اكتب له من تفسير قتادة.

وأخرجه مسلم منفردا به من حديث جابر بن سمرة وأبي هريرة .

وفي البيهقي من حديث محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة أن قوله تعالى: الذين هم في صلاتهم خاشعون [المؤمنون: 2] نزلت في ذلك، ثم قال: والصحيح إرساله ، وصحح شيخه الحاكم اتصاله على شرط الشيخين .

[ ص: 36 ] والإجماع قائم على العمل بمقتضى الحديث، وأنه يكره رفع بصره إلى السماء .

وقال شريح لرجل رآه رفع بصره ويده إلى السماء: اكفف يدك واخفض بصرك فإنك لن تراه ولن تناله .

واختلفوا في رفعه في الدعاء خارج الصلاة، كما قال القاضي: فكرهه شريح كما ذكرناه وآخرون .

وذكر الطبري عن إبراهيم التيمي أنه قال: كان يكره أن يرفع الرجل بصره إلى السماء في الدعاء. يعني: في غير الصلاة .

وجوزه الأكثرون وقالوا: إن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة فلا ينكر رفع البصر إليها كما لا يكره رفع اليد. قال تعالى:

[ ص: 37 ] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

[ ص: 38 ] وفي السماء رزقكم وما توعدون [الذاريات: 22].

وقال ابن حزم: لا يحل ذلك، وبه قال طائفة من السلف قال: والعجب ممن يجيز صلاة من تعمد في صلاته عملا صح النص بتحريمه عليه وشدة الوعيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية