التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
760 [ ص: 160 ] 122 - باب: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يتم ركوعه بالإعادة

793 - حدثنا مسدد قال: أخبرني يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه السلام فقال: " ارجع فصل، فإنك لم تصل" فصلى، ثم جاء فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ارجع فصل، فإنك لم تصل". ثلاثا. فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني. قال: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها". [انظر: 757 - مسلم: 397 - فتح: 2 \ 276]


ذكر فيه حديث أبي هريرة وقد سلف في باب: وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات ، واستدل به جماعة من الفقهاء فقالوا: الطمأنينة في الركوع والسجود فرض لا تجزئ الصلاة إلا بها، ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ارجع فصل فإنك لم تصل" ثم علمه الصلاة وأمره بالطمأنينة. واستدل ابن أبي صفرة لمن نفاها بأنه - صلى الله عليه وسلم - أمر هذا الرجل حين لم يكمل الركوع والسجود بالإعادة، ولم يأمر من نقص الركوع والسجود بالإعادة حين قال لهم: "إني لأراكم من وراء ظهري" فدل ذلك من فعله أن الطمأنينة لو كانت فريضة لبين لهم ذلك، والدليل على صحة ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر المسيء صلاته بالإعادة مرة بعد أخرى ولم يحسن، قال له: والله ما أحسن غير هذا [ ص: 161 ] فعلمني. فوصف له هيئة الصلاة ولم يأمره أن يعيد الصلاة التي نقصها مرة أخرى على الصفة التي علمه، ولم يقل له: لا تجزئك حتى تصلي هذه الصلاة، إنما علمه كيف يصلي فيما يستقبل.

واحتج من نفاها أيضا بحديث رفاعة بن رافع في تعليم المسيء صلاته أنه - صلى الله عليه وسلم - قال له: "ثم ارفع فاعتدل قائما" وذكر الحديث، قال: "إذا صليت على هذا فقد أتممتها، وما انتقصت من ذلك فإنما تنقص من صلاتك" فجعلها ناقصة تدل على الجواز، ويؤيد من أوجب: الحديث السالف في باب: إذا لم يتم الركوع: "لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود". وقوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" .

والقول بما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - وتلقاه الجمهور بالقبول أولى من كل ما خالفه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري" وكفى بهذا شدة ومخافة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المبين عن الله تعالى قولا وفعلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية