التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
82 [ ص: 418 ] 22 - باب: فضل العلم

82 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: "العلم". [3681، 7006، 7007، 7027، 7032 - مسلم: 2391 - فتح: 1 \ 180]


حدثنا سعيد بن عفير ثنا الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت حتى إني لأرى الري يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: "العلم".

الكلام عليه من أوجه:

أحدها:

الحديث أخرجه البخاري في التعبير عن يحيى بن بكير وعن قتيبة ; كلهم عن الليث، وعن عبدان وغيره من طرق. وأخرجه مسلم في: فضائل عمر، عن قتيبة، عن ليث به، وعن غيره.

ثانيها:

وجه مناسبة التبويب أنه عبر عن العلم بأنه فضلة النبي - صلى الله عليه وسلم - وناهيك به فضلا، فإنه جزء من أجزاء النبوة.

[ ص: 419 ] ثالثها: في التعريف برواته:

وقد سلفوا خلا حمزة وهو: أبو عمارة حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، تابعي سمع أباه وعائشة، وأمه أم ولد، وهي أم سالم وأم عبيد الله، وكان ثقة قليل الحديث.

رابعها: قوله: (حتى إني لأرى الري) يحتمل أن يكون من باب النظر وبمعنى العلم فالري -بكسر الراء- يقال روي من الماء والشراب -بكسر الواو-، ويروى -بفتحها-، ريا -بالكسر- في الاسم والمصدر، وحكى القاضي عن الداودي الفتح في المصدر.

وقال الجوهري : ريا وريا، وروى مثل رضى. ومثله: رويت الأرض من المطر، وأما من الراوية فعكسه تقول: رويت الحديث أرويه رواية بالفتح في الماضي والكسر في المستقبل، والرواء ما يروي من الماء إذا مددت فتحت الراء، وإذا كسرت قصرت.

وقوله: (في أظفاري) كذا رواه هنا ورواه في التعبير: "من أطرافي" و"من أظافيري" والكل واحد، والتأويل: ما يئول إليه الشيء، والتأويل: التعبير.

خامسها: رؤية اللبن في النوم يدل على الفطرة والسنة والعلم والقرآن; لأنه أول شيء يناله المولود من طعام الدنيا وبه تقوم حياته [ ص: 420 ] كما تقوم بالعلم حياة القلوب، فهو مناسب للعلم من هذه الجهة، وقد يدل على الحياة وعلى الثواب; لأنه من نعيم الجنة إذا رأى نهرا من لبن، وقد يدل على المال الحلال، وإنما أوله الشارع بالعلم في عمر; لعلمه بصحة فطرته ودينه والعلم زيادة في الفطرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية