التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
986 [ ص: 277 ] 24 - باب: من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته

1033 - حدثنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري قال: حدثني أنس بن مالك قال أصابت الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا أن يسقينا. قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه، وما في السماء قزعة، قال: فثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، قال: فمطرنا يومنا ذلك، وفي الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو رجل غيره فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا. فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال: " اللهم حوالينا ولا علينا". قال: فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة، حتى سال الوادي - وادي قناة - شهرا. قال: فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود. [انظر: 932 - مسلم: 897 - فتح: 2 \ 519]


فيه حديث أنس: هلك المال، وجاع العيال.. إلى آخره.

سلف في باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة.

وهو دال على الاستزادة من المطر مع دوامه والصبر للوابل. ولا ينفر وجمعه في الثياب وغيرها عند الحاجة إليه، وكذلك في كل نعمة وفضل يستزاد منه ويشكر.

وفيه: بركة دعوة الشارع.

[ ص: 278 ] و ( تمطر للمطر ) بمعناه تعرض، وتفعل عند العرب تأتي بمعنى: أجزل من الشيء بعضا بعد بعض، نحو كسيت أكسا وتنقصته الأيام.

وقوله ( وادي قناة ) هو مضاف غير مصروف ; لأنه معرفة، وسلف في الجمعة حتى سال الوادي قناة غير مصروف أيضا ; لأنه بدل من معرفة، وقد أسلفنا ذلك هناك.

التالي السابق


الخدمات العلمية