التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
992 [ ص: 294 ] 29 - باب: لا يدري متى يجيء المطر إلا الله

وقال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "خمس لا يعلمهن إلا الله".

1039 - حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر". [4627، 4697، 4778، 7379 - فتح: 2 \ 524]


هذا التعليق سلف في باب سؤال جبريل عن الإيمان والإسلام.

ثم ساق عن محمد بن يوسف، ثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله.. " الحديث.

وأخرجه أيضا في التفسير.

وأخرجه النسائي في النعوت من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله ابن دينار، به.

ورواه عن ابن عمر ولده سالم كما ستعلمه في سورة الرعد ولقمان من التفسير إن شاء الله.

[ ص: 295 ] و ( محمد بن يوسف ) هذا هو الفريابي، كما صرح به أبو نعيم. ثم قال: رواه - يعني: البخاري - عن الفريابي. وإذا كان الفريابي فسفيان هو الثوري، وبه صرح أصحاب الأطراف، وإن كان سفيان بن عيينة روى عن ابن دينار لكن الفريابي لا يروي إلا عن الثوري. وقد سبق بيان هذا الحديث فيما أسلفناه. ويأتي في التفسير أيضا.

وقوله: ( "لا يدري أحد متى يجيء المطر" ) يدل على صحة التأويل السالف في الباب قبله، أن نسبة الغيث إلى الأنواء كفر ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أنه لا يعلم متى يجيء المطر إلا الله، فلو كان الغيث من قبل الأنواء لعلم متى يكون المطر على ما رسمه أهل الجاهلية في الأنواء، وقد وجدنا خلاف رسمهم في ذلك بالشهادة، وذلك أنه من فعل الله وحده.

ومصداق هذا الحديث في قوله تعالى: إن الله عنده علم الساعة الآية إلى قوله: تموت [لقمان: 34] وهذه الآية مع هذا الحديث يبطل تحريض المنجمين في تعاطيهم علم الغيب، ومن ادعى علم ما أخبر الله به تعالى ورسوله، أن الله منفرد بعلمه وأنه لا يعلمه سواه فقد كذب الله ورسوله، وذلك كفر من قائله.

وفي حديث آخر: "ولا يدري متى تجيء الساعة" ودليله: إن الله عنده علم الساعة .

آخر الاستسقاء. ولله الحمد

التالي السابق


الخدمات العلمية