التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1000 [ ص: 326 ] 5 - باب: هل يقول: كسفت الشمس أو خسفت ؟

وقال الله تعالى وخسف القمر [القيامة: 8].

1047 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - - أخبرته. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم خسفت الشمس، فقام فكبر، فقرأ قراءة طويلة، ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: " سمع الله لمن حمده". وقام كما هو، ثم قرأ قراءة طويلة، وهي أدنى من القراءة الأولى، ثم ركع ركوعا طويلا، وهى أدنى من الركعة الأولى، ثم سجد سجودا طويلا، ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك، ثم سلم وقد تجلت الشمس، فخطب الناس، فقال في كسوف الشمس والقمر: " إنهما آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة". [انظر: 1044 - مسلم: 901 - فتح: 2 \ 535]


ذكر فيه حديث عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى يوم خسفت الشمس.. الحديث. وقد سلف، وفيه: "لا يخسفان لموت أحد" وأراد بهذا الباب رد قول من زعم أن الكسوف للشمس والخسوف للقمر للآية المذكورة، روي ذلك عن عروة بن الزبير.

وفي الآثار الثابتة أنهما مقولان فيهما، رواه ابن عباس [ ص: 327 ] وابن عمر وأبو بكرة وعائشة مثل ذلك في حديثهم عنه، وروي: "لا ينكسفان" من طريق المغيرة. وأبي مسعود الأنصاري، ورواية عن أبي بكرة، فلا معنى لإنكار شيء من ذلك.

وقوله: ( "لا يخسفان" ) بفتح الياء ويجوز ضمه ; بناء لما لم يسم فاعله.

وقوله: ( ثم سجد سجودا طويلا )، فيه تطويل السجود، وسيأتي ما فيه، وهو رأي ابن القاسم خلافا لمالك.

التالي السابق


الخدمات العلمية