التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1023 1073 - حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا ابن أبي ذئب قال: حدثنا يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت قال: قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - والنجم [النجم :1] فلم يسجد فيها. [انظر: 1072 - مسلم: 577 - فتح: 2 \ 544]


ذكر فيه عن ابن قسيط، عن عطاء بن يسار أنه أخبره، أنه سأل زيد ابن ثابت، فزعم أنه قرأ على النبي - صلى الله عليه وسلم -: والنجم [النجم :1] فلم يسجد فيها.

وبه، عن زيد قال: قرات على النبي - صلى الله عليه وسلم -: والنجم فلم يسجد فيها.

الشرح:

هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا، ويأتي في التفسير، وقد سلف الجواب عنه أول هذه الأبواب. وفي الدارقطني: فلم يسجد منا أحد.

وقال ابن حزم: احتج المقلدون لمالك بخبر رويناه، ثم ساق حديث الباب، ولا حجة لهم ; لأنه لم يقل: إنه - صلى الله عليه وسلم - قال: لا سجود فيها، وإنما هو حجة على من قال بفرضيته، وكذا نقول: إنه ليس فرضا، لكن فعله [ ص: 403 ] أفضل، ولا حرج في تركه ما لم يرغب عن السنة، وأيضا فإن راوي الحديث قد صح عن مالك أنه لا يعتمد على روايته، وهو يزيد بن عبد الله بن قسيط قال: إن صارت روايته حجة في إبطال السنن على أنه ليس فيها شيء بما يدعونه. قال: وقد صح بطلان هذا الخبر بحديث أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - سجد بهم في النجم، وأبو هريرة متأخر الإسلام.

فرع:

إذا لم يسجد القارئ، فهل يسجد السامع ؟ فيه وجهان عندنا:

أصحهما: نعم، وبه قال ابن القاسم، وابن وهب، خلافا لمطرف، وابن الماجشون، وأصبغ، وابن عبد الحكم، وصوبه ابن حبيب ; لأن القارئ لو كان في صلاة ولم يسجد، لم يسجد من معه، فكذا هذا.

واختلف هل يسجد المعلم والذي يقرأ عليه أول مرة ؟ حكاه ابن التين قال: وقد قيل: هذا الحديث ناسخ للسجود فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية