التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1093 [ ص: 94 ] 13 - باب: إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه

1144 - حدثنا مسدد قال : حدثنا أبو الأحوص قال : حدثنا منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال : ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقيل : ما زال نائما حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة . فقال : " بال الشيطان في أذنه " . [3270 - مسلم : 774 - فتح: 3 \ 28]


ذكر فيه حديث عبد الله : قال : ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل فقيل : ما زال نائما حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة . فقال : "بال الشيطان في أذنه " .

وسيأتي في باب : صفة إبليس إن شاء الله ، وفيه : "أو في أذنيه " ، وأخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه أيضا .

وهو على ظاهره إذ لا إحالة فيه ويفعل ذلك استهانة به ، وبه صرح الداودي وعياض وغيرهما .

ويحتمل أن يكون تمثيلا له ضرب له حين غفل عن الصلاة كمن ثقل سمعه وبطل حسه ; لوقوع البول الضار في أذنه بقول الراجز :


بال سهيل في الفضيخ ففسد

.

وليس لسهيل بول ، وإنما هو نجم يطلع فيفسد الفضيخ بعده ، وإذا أراد غير البول منه فلا ينكر إن كانت هذه الصفة . قاله الخطابي .

[ ص: 95 ] وخص البول في الذكر إبلاغا في التنجيس ، وخص الأذن ; لأنها حاسة الانتباه ، والمهلب ( والطحاوي ) نحى إلى هذا فقالا : هذا على سبيل الإغياء من تحكم الشيطان في العقد على رأسه بالنوم الطويل .

قال ابن مسعود : كفى المرء من الشر أن يبول الشيطان في أذنه .

فمن نام الليل كله ، ولم يستيقظ عند الأذان ، ولا تذكر ، فالشيطان سد ببوله أذنيه ، وأي استهانة أعظم من هذه حيث صيره كنيفا معدا للقاذورات ، نسأل الله السلامة .

التالي السابق


الخدمات العلمية