التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1173 1230 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث ، عن ابن شهاب ، عن الأعرج ، عن عبد الله ابن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في صلاة الظهر وعليه جلوس ، فلما أتم صلاته سجد سجدتين ، فكبر في كل سجدة وهو جالس قبل أن يسلم ، وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس . تابعه ابن جريج ، عن ابن شهاب في التكبير . [انظر : 829 - مسلم : 570 - فتح: 3 \ 99]


ذكر فيه حديث أبي هريرة قال : صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي . . الحديث .

وحديث عبد الله ابن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في صلاة الظهر وعليه جلوس . . الحديث . ثم قال : تابعه ابن جريج ، عن ابن شهاب في التكبير .

الشرح :

حديث أبي هريرة وابن بحينة سلفا .

وقوله : (حليف بني عبد المطلب ) تقدم في باب : من لم ير التشهد [ ص: 363 ] الأول واجبا ، أن الصحيح الذي عليه المؤرخون إسقاط عبد ; لأن جده حالف المطلب بن عبد مناف .

أما التكبير في سجود السهو فهو ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال المهلب : وكذلك ألحق المسلمون فيهما التشهد والسلام .

وقد سلف قبيل باب : إذا صلى خمسا ما فيه من الخلاف .

وفيه من الفقه :

أنه لو انحرف عن القبلة في صلاته ساهيا أو مشى قليلا أنه لا يخرجه ذلك عن صلاته ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يده عليها وخرج السرعان ، وقالوا : إنه قصرت الصلاة ، فلم ينقص ذلك صلاتهم ; لأنه كان سهوا ، فدل أن السهو لا ينقص الصلاة ، وقد أسلفنا عن بعضهم : لا يستعمل اليوم مثل هذا في الخروج من المسجد ، والكلام -ليس الإعادة والعمل الكثير- في الصلاة مسقط لخشوعها .

فلذلك استحب العلماء إعادتها من أولها إذا كثر العمل مثل هذا ، وقد أسلفنا : إن تكرر السهو هل يكرر السجود ؟ وأن أكثر أهل العلم على المنع ، وهو قول النخعي وربيعة ومالك والثوري والليث والكوفيين والشافعي وأبي ثور ، منهم من قال : يسجد في ذلك كله قبل السلام ، ومنهم من قال : بعده . على حسب أقوالهم في ذلك ، وحجته حديث الباب ، فإنه حصل فيه أمور سلفت ، ولم يزد على سجدتين . وقال مالك : إنه إذا اجتمع سهوان زيادة ونقصان سجد قبل [ ص: 364 ] السلام . أخذا بحديثي الباب .

وقوله : (سرعان الناس ) . قال ابن التين : كذا وقع هنا بالضم . وقال ابن فارس بفتحها ، وفتح الراء أيضا . وفيه جواز تسمية القصير والطويل من الناس .

وقوله : ( "لم أنس ولم تقصر " ) هو بيان لقوله في الرواية الأخرى : "كل ذلك لم يكن " وهو رد على من قال أنهما لم يجتمعا ، وأن أحدهما كان .

التالي السابق


الخدمات العلمية