التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1196 [ ص: 455 ] 9 - باب: ما يستحب أن يغسل وترا

1254 - حدثنا محمد ، حدثنا عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب ، عن محمد ، عن أم عطية رضي الله عنها قالت : دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نغسل ابنته فقال : " اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك بماء وسدر ، واجعلن في الآخرة كافورا ، فإذا فرغتن فآذنني " . فلما فرغنا آذناه ، فألقى إلينا حقوه فقال : "أشعرنها إياه " .

فقال أيوب : وحدثتني حفصة بمثل حديث محمد ، وكان في حديث حفصة : " اغسلنها وترا " . وكان فيه : "ثلاثا أو خمسا أو سبعا " . وكان فيه أنه قال : "ابدءوا بميامنها ومواضع الوضوء منها " . وكان فيه أن أم عطية قالت : ومشطناها ثلاثة قرون . [انظر : 167 - مسلم : 939 - فتح: 3 \ 130]


ذكر فيه حديث أم عطية السالف في الباب قبله بزيادة : "اغسلنها وترا " وكان فيه : "ثلاثا أو خمسا أو سبعا " وكان فيه أنه قال : "ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها " وكان فيه أن أم عطية قالت : ومشطناها ثلاثة قرون .

وشيخه فيه محمد وهو : ابن سلام ، كما نسبه ابن السكن .

[ ص: 456 ] وفقه الباب سلف في الباب قبله ، ومعنى أمره بالوتر : ليستشعر المؤمن في أفعاله بالوحدانية ، كما قال - صلى الله عليه وسلم - لسعد حين رآه يشير بإصبعين في دعائه : "أحد أحد " وإنما أمر بالبداءة باليمين ; لأنه كان يحب التيمن في شأنه كله أي : في التنظفات .

وقوله : ( "مواضع الوضوء منها " ) معناه عند مالك أن يبدأ بها عند الغسل الذي هو محض العبادة في غسل الجسد من أذى وهو المستحب .

وقال أبو حنيفة : لا يوضأ الميت . وقد سلف الخلاف فيه في الباب قبله .

وقولها : (ومشطنا رأسها ثلاثة قرون ) أي : ثلاثة ضفائر ضفيرتين وناصيتها كما جاء مبينا في رواية أخرى . وبه قال الشافعي وأحمد إسحاق وابن حبيب ، وقال الأوزاعي والكوفيون : لا يستحب المشط ولا الضفر بل يرسل الشعر على جانبيها مفرقا . ولم يعرف ابن القاسم الضفر بل قال : يلف . وقيل تجعل الثلاث خلفها وهو [ ص: 457 ] السنة كما سيأتي ، وادعى من منع بأنه لم يطلع الشارع عليه وهو غلط منه ففي صحيح ابن حبان : "واجعلن لها ثلاثة قرون " .

ووقع في كلام ابن بطال : إنه لا يحفظ ذكر السبع في حديث أم عطية إلا من رواية حفصة بنت سيرين عنها ولم يرو ذلك محمد بن سيرين ، عن أم عطية إلا أنه روى هذه الألفاظ عن أخته ، عن أم عطية ، وروى سائره عن أم عطية ، ولا يضره ذلك ، وإنما ذكره بناء على مذهبه يكرر إلى السبع وإن لم يحصل الإنقاء زيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية