التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1250 1313 - وقال أبو حمزة : عن الأعمش ، عن عمرو عن ابن أبي ليلى قال : كنت مع قيس وسهل رضي الله عنهما فقالا : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - . [انظر : 1312]


قال زكرياء ، عن الشعبي ، عن ابن أبي ليلى : كان أبو مسعود وقيس يقومان للجنازة . [فتح: 3 \ 180]

ذكر فيه حديث جابر : مر بنا جنازة فقام لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقمنا . فقلنا : يا رسول الله ، إنها جنازة يهودي . قال : "فإذا رأيتم الجنازة فقوموا " .

وحديث سهل بن حنيف وقيس بن سعد بالقادسية ، وفيه : "أليست نفسا ؟ " .

وقال أبو حمزة : عن الأعمش ، عن عمرو ، عن ابن أبي ليلى قال : كنت مع قيس وسهل رضي الله عنهما فقالا : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

[ ص: 593 ] وقال زكرياء ، عن الشعبي ، عن ابن أبي ليلى قال : كان ( أبو ) مسعود وقيس يقومان للجنازة .

الشرح :

حديث جابر أخرجه مسلم وقال فيه : "إن الموت فزع " ولم يذكر البخاري هذه اللفظة . وحديث سهل وقيس أخرجهما مسلم ، وتعليق أبي حمزة أخرجه أبو نعيم من حديث عبدان عنه ، والحاكم وقال : على شرط مسلم من حديث أنس فقال : "إنما قمنا للملائكة " لما قيل له : إنها جنازة يهودي .

قال الشافعي في "اختلاف الحديث " : وهذا -أعني : القيام- لا يعدو أن يكون منسوخا ، أو يكون قام لعلة قد رواها بعض المحدثين ، وهي كراهته أن تطوله جنازة يهودي . قلت : أو آذاه ريحها كما أخرجه ابن شاهين . وأيها كان فقد جاء عنه تركه بعد فعله ، والحجة في الآخر من أمره .

وقال الحازمي : اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم : يقوم إذا رآها . وأكثر أهل العلم على أنه ليس على أحد القيام لها . روينا ذلك عن علي ، وابنه الحسن وعلقمة والأسود والنخعي ونافع بن جبير . زاد ابن حزم : ابن عباس ، وأبا هريرة . وبه قال أهل الحجاز ، وذهبوا إلى أن الأمر بالقيام منسوخ .

[ ص: 594 ] وفي الترمذي -مضعفا- من حديث عبادة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم في الجنازة حتى توضع في اللحد ، فمر حبر من اليهود فقال : هكذا نفعل . فقال : "اجلسوا خالفوهم " فجلس .

وقوله : (فقيل له إنها من أهل الأرض ) ، أي : من أهل الذمة ، وأبدل هذا الداودي بقوله : من أهل الذمة ، ثم قال : إنما شك أي الكلمتين قال . ثم قال : والذي في الروايات : أي : من أهل الذمة . على طريق البيان والتفسير ; لأن أهل تلك الأرض كانوا أهل ذمة فنسبها إليهم ، وقول أبي هريرة فيما مضى صدق لأبي سعيد ; لأنهما لم يبلغهما النسخ .

فائدة :

القادسية أول مرحلة لمن خرج من الكوفة إلى المدينة ، وهي التي كان بها حرب المسلمين مع الفرس . وذكر ياقوت خمس بلاد أخرى ، وأهمل اثنتين : سر من رأى ، مات بها المستعين الخليفة ، قال القزاز : والقادسية بمرو الروذ .

التالي السابق


الخدمات العلمية