التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1257 1320 - حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام بن يوسف ، أن ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش ، فهلم فصلوا عليه " . قال : فصففنا فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه ونحن صفوف .

قال أبو الزبير : عن جابر كنت في الصف الثاني . [انظر : 1317 - مسلم : 952 - فتح: 3 \ 186]


ذكر فيه ثلاثة أحاديث :

أحدها : حديث أبي هريرة : نعى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه النجاشي ، ثم تقدم فصفوا خلفه ، فكبر أربعا .

ثانيها : حديث الشعبي قال : أخبرني من شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى على قبر منبوذ فصفهم فكبر أربعا . قلت من حدثك ؟ قال : ابن عباس .

ثالثها : حديث عطاء عن جابر : "قد توفي اليوم رجل صالح من الحبش ، فهلم فصلوا عليه " . فصففنا ، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه ونحن صفوف .

قال أبو الزبير : عن جابر : كنت في الصف الثاني .

[ ص: 612 ] الشرح :

هذه الأحاديث الثلاثة أخرجها مسلم ، والتعليق الأخير أخرجه مسلم من حديث أيوب عنه . قال ابن بطال : ويحتمل أن يكون أراد بترجمة الباب والباب قبله مخالفة عطاء . فإن ابن جريج قال : قلت له : أفحق على الناس أن يسووا صفوفهم على الجنائز كما يسوونها في الصلاة ؟ قال : لا ; لأنهم قوم يكبرون ويستغفرون .

وقوله : (أتى على قبر منبوذ ) . يروى بإضافة القبر إليه ، وهو المنبوذ ، ففيه إسلام اللقيط الموجود بدار الإسلام ، وبالتنوين . أي : منتبذا ناحية عن القبور . ففيه كراهة الصلاة في المقابر ; لأنه جعل انتباذ القبر شرطا في الصلاة على القبر ، وفي الحقيقة المدفون في القبر هو المنبوذ .

التالي السابق


الخدمات العلمية