التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1343 [ ص: 261 ] 5 - باب: إنفاق المال في حقه .

1409 - حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها". [انظر: 73 - مسلم: 816 - فتح: 3 \ 276]


ذكر فيه حديث ابن مسعود : "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا .. ".

وقد سلف في كتاب العلم واضحا ، وأن المراد بالحسد هنا: شدة الحرص والرغبة، وسماه البخاري الاغتباط، كما سلف، من غير أن تتمنى زوالها عن غيرك، ففيه المنافسة في الخير والحض عليه وفضل الصدقة والكفاف وفضل العلم وفضل تعلمه وفضل القول بالحق.

وقسم بعضهم إنفاق المال في حقه ثلاثة أقسام:

إنفاقه على نفسه وكل من تلزمه نفقته غير مسرف ولا مقتر لقوله تعالى: والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا [الفرقان: 67] الآية، وهذه أفضل النفقات لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في امرأتك" .

ثانيها: أداء الزكاة، وقد جاء أن من أدى زكاة ماله فليس ببخيل.

وصلة البعيد من الأهل، وصدقة التطوع، ومواساة الصديق، وإطعام [ ص: 262 ] الجائع. قال - صلى الله عليه وسلم -: "الساعي على الأرملة واليتيم كالمجاهد في سبيل الله" ; فمن أنفق في هذه الوجوه الثلاثة فقد وضع المال موضعه وأنفقه في حقه، وكذلك من آتاه الله حكما وعلما فهو وارث منزلة النبوة; لأنه يموت وأجر (علمه) ومن عمل بعلمه باق إلى يوم القيامة. فينبغي لكل مؤمن أن يحسد من هذا حاله، ولله الفضل.

التالي السابق


الخدمات العلمية