التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
[ ص: 352 ] 29 - باب: صدقة الكسب والتجارة لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم الآية [البقرة: 267] [فتح: 3 \ 307]


اقتصر البخاري رحمه الله على هذه الآية، ولم يذكر فيها حديثا. والمعنى أي: من طيب أموالكم وأنفسها. قاله ابن عباس . وقال مجاهد: من التجارة الحلال .

وقال علي: نزلت في الزكاة المفروضة، يقول: تصدقوا من أطيب أموالكم (وأنفسها) .

وذكر أبو جعفر النحاس في سبب نزولها حديثا أسنده عن البراء قال: كانوا يجيئون في الصدقات بأردإ تمرهم، وأردإ طعامهم، فنزلت هذه الآية إلى قوله: إلا أن تغمضوا فيه قال: لو كان لكم فأعطاكم لم تأخذوه إلا وأنتم ترون أنه قد نقصكم من حقكم . وهذا قول الصحابة والعلماء.

وقال ابن زيد: المعنى: لا تنفقوا من الحرام، وتدعوا الحلال .

وقال عبد الله بن معقل: ليس في مال المؤمن خبيث، ولكن ولا تيمموا [ ص: 353 ] الخبيث منه تنفقون لا يتصدق بالحشف، ولا بالدرهم الزيف، ولا بما لا خير فيه . ومعنى ولا تيمموا : لا تقصدوا وتعمدوا. وفي قراءة عبد الله: (ولا تؤموا) من أممت. والمعنى سواء.

وقال البراء: نزلت في الأنصار، كانت إذا كان جداد النخل أخرجت من حيطانها أقناء البسر فعلقوه على حبل بين الأسطونتين في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعمد الرجل منهم إلى الحشف، فيدخله مع أقناء البسر بظن جوازه، فأنزل: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون واستدرك الحاكم لزكاة التجارة من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "في الإبل صدقتها، وفي البقر صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البز صدقته" استدركه بإسنادين صحيحين، وقال: هما على شرط الشيخين .

والبز بفتح الباء وبالزاي، كذا رواه. وصرح بالزاي الدارقطني، والبيهقي .

التالي السابق


الخدمات العلمية